أكثر من مجرد إنجاز!

> «الأيام الريــاضـي» آزال عبدالله مجاهد:

> في بقاع المعمورة قاطبة وفي مختلف بلدان العالم لا بد من وجود رموز وعلامات مضيئة دائماً ما تكون مدعاة فخر واعتزاز لهذه الأوطان ولقاطنيها، يولونها اهتماماً خاصاً، لأن لها مكانتها على مختلف الأصعدة كشخصيات ومعالم و منجزات .. والقصد من هذه الكلمات التي أفتتح بها موضوعي إثارة تساؤل القارئ الكريم أو ربما عدة تساؤلات في حين واحد : هل فعلاً نمتلك (معالم) لها من الصفات والسمات والميزات ما يكفي لتشعرنا بالفخر والاعتزاز؟! هل قدرناها حق التقدير واعتبرناها قيمة (وطنية) لها مكانتها وسعينا للحفاظ عليها؟!

> (المدرج البلدي) كما كان يطلق عليه قبل حوالي أكثر من 75 عاما، ملعب الشهيد الحبيشي حالياً، من أقدم ملاعب كرة القدم في هذا الوطن وفي وطننا العربي الكبير، ميدان الحبيشي كما يحلو لسكان مدينة عدن تسميته يمثل (هرما) مصغرا بالنسبة لهم، وهو حكاية (عدنية) بحجم مدينة وبتاريخ (وطن)، يمتلك من الخصوصية ما يجعله معلماً إضافياً في هذه المدينة إلى جانب قلعة صيرة وصهاريج الطويلة ومنارة كريتر.

> يعاني هذا الملعب منذ أواخر تسعينات القرن الماضي الاهمال والتهميش من قبل القيادة الرياضية، ووصل به الحال إلى مرحلة غاية في الحرج لا تتناسب إطلاقاً مع مكانته ومع تاريخه الذي يختزل في أعوامه أحداثاً ووقائع تعتبر هي النواة الحقيقية للرياضة اليمنية بشكل عام..أصبحنا وبمجرد ذكر هذا الملعب تعترينا خيبة أمل نابعة من إحساسنا بالذنب تجاه الحالة المزرية التي وصل إليها هذا الملعب.

> ما دفعني وبقوة لكتابة هذا الموضوع توارد أخبار مفادها أن لجنة التحضير لاستضافة خليجي 20 قد أقرت إعادة تأهيل ملعب الشهيد الحبيشي كخطوة أولية (إنعاشية) للبنية التحتية الرياضية في هذه المدينة استعداداً لتأهيلها لاستقبال الحدث الكبير والهام..وقد شكلت هذه (اللجنة) التحضيرية (لجنة) أخرى بغرض تقديم تصوراتها عن احتياجات هذا الملعب ومتطلبات إعادة تأهيله أو إعادة بنائه من جديد، على اعتبار أن لجنتنا (محتارة) ترمم أم تعيد البناء، وحالة الملعب طبعا واضحة للمتابع ومش محتاجة طول تفكير.

> قبل فترة ليست بالطويلة وبالتحديد إبان تولي الأخ عبدالرحمن الأكوع كرسي وزارة الشباب والرياضة أتذكر أن الوزير حينها وعطفاً بالحالة المزرية التي وصل إليها هذا الملعب قام بتشكيل لجنة (خاصة) مهمتها وضع تصوراتها لإعادة تأهيل هذا الملعب وبأسرع وقت ممكن..ومرت تلك الأيام ومعها الليالي وتلتها السنوات تغيرت على إثرها (وزارات) وقطار تأهيل هذا الملعب لم يبارح مكانه ومعه لجنة (المعاينات)..!!

> في حينها وكرد فعل لتقاعس القيادة الرياضية تجاه معضلة تأهيل هذا الملعب قامت مؤسسة «الأيام» ممثلة بالناشرين القديرين هشام وتمام باشراحيل، وبخطوة غير مسبوقة بتبني حملة (تبرعات) الهدف منها إعادة تأهيل ملعب الشهيد الحبيشي، ورغم فشل الحملة لعدة مسببات كان أبرزها غياب التفاعل، إلا أنها شكلت محاولة مثلى حركت المياه الراكدة، وكانت بمثابة وسام على صدر من تبنى هذه الحملة، والتي أثبتت للجميع أن هذا الملعب يمثل صورة(مشرقة) في هذا الوطن علينا الفخر بها والحفاظ عليها والاعتزاز بقيمتها العظيمة، وهذا ما حاولت القيام به هذه المؤسسة الصحفية الرائدة.

> لازلنا ننتظر بلهفة ومعنا سكان هذه المدينة وعشاق الرياضة اليمنية وكل المهتمين بتاريخها أن يبدي القائمون على أمور رياضتنا اليمنية استعدادهم الفعلي بإعادة هذا الصرح الرياضي (الوطني) للخدمة.. فعودة هذا الملعب تعزز بنيتنا الرياضية التحتية بشكل عام هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعتبر عودة الملعب بعد غياب طويل وبشكله المؤثر بصورة فاعلة حلاً نهائياً يقضي وللأبد على (اللغط) القائم.. فيمن يا ترى المستفيد من بقاء هذا الملعب على ماهو عليه حالياً ولماذا؟.. وغيره من الأسئلة التي نحن في غنى عنها..أعيدوا لهذا الملعب (مكانته) المسلوبة والمغيبة، وحافظوا على عبق التاريخ المنبعث منه..فإعادة ملعب الشهيد الحبيشي (للخدمة) ليست إنجاز، إعادة ملعب الشهيد الحبيشي واجب (وطني) أكبر وأكثر من مجرد إنجاز.. عافاكم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى