> بلغراد «الأيام» بيار غلاشان :
واعلن محاميه سفيتوجار فوياتجيتش انه سيقدم طعنا في قرار قاضي التحقيق السماح بنقل موكله الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي.
ومنذ فراره عام 1996، لم يظهر كرادجيتش علنا في اي مكان. ومساء أمس الأول وزع المسؤولون الصرب صورة له واقفا رافعا يديه وقد غطى الشيب لحيته وشعره وبدا النحول على جسده.
وتمكن كرادجيتش من خداع الجميع وكان يعيش اخيرا في بلغراد مستخدما اسما مستعارا هو دراغان دابيتش.
وقال المدعي العام الصربي المكلف جرائم الحرب فلاديمير فوكجيفيتش "لقد عمل في عيادة طبية في بلغراد من دون ان يشك احد بشخصيته الحقيقية".
واعتقل كرادجيتش مساء أمس الأول في نوفي بيوغراد، احد الاحياء الحديثة في بلغراد "من دون ان مشكلة ومن دون اي مجازفة"، حسب ما قال المدعي العام.
وتشكل عملية التوقيف هذه نجاحا كبيرا للقوى المؤيدة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في صربيا بعد اقل من اسبوعين على تشكيل الحكومة الجديدة.
ويلاحق القضاء الدولي كرادجيتش بسبب دوره خلال حرب البوسنة مع الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش الذي لا يزال فارا منذ عام 1995.
واهم التهم الموجهة اليه مع ملاديتش هي التورط في مجزرة سريبرينيتسا حيث تمت تصفية نحو ثمانية الاف بوسني مسلم في تموز/يوليو 1995 في هذه البلدة الواقعة شرق البوسنة، في ما اعتبر اسوأ مجزرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
والتهم الموجهة الى كرادجيتش مع ملاديتش من محكمة لاهاي هي التورط في اعمال ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
واضافة الى أمس الأول، تلاحق محكمة الجزاء الدولية ايضا بالتهم نفسها، الزعيم السابق لصرب كرواتيا غوران حدجيتش.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبيل عقد اجتماع لدول الاتحاد الاوروبي "انه امر جيد للتقريب بين صربيا والاتحاد الاوروبي، الا ان القرار تتخذه 27 دولة وسيقال +حسنا اعتقل كرادجيتش الا ان ملاديتش لا يزال فارا+".
ودعت بلجيكا التي تعد الدولة الاكثر تشددا في مسألة التعاون مع محكمة الجزاء الدولية، بلغراد الى متابعة جهودها واعتقال المسؤول العسكري السابق لصرب البوسنة.
والح الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر ايضا على ان يعتقل المسؤولون الصرب راتكو ملاديتش.
وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن "ساواصل التأكيد لدى بلغراد على اعتقال ملاديتش وغوران هاديتش" الفارين الاخيرين المطلوبين من محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة وعلى ضرورة حماية الشهود المطلوبين من المحكمة.
واكد وزير الخارجية الصربي ان حكومته تبذل "كل ما بوسعها" لتوقيف ملاديتش وذلك بهدف التوصل الى "تعاون كامل" مع المحكمة.
غير ان عملية توقيف الجنرال ملاديتش تبدو اكثر دقة واشد صعوبة بسبب التجربة العسكرية لهذا الجنرال الذي عرف دوما كيف يحيط نفسه بشبكة دعم فعالة. وبين مساعديه السابقين الجنرال زدرافكو توليمير الذي كان اعتقل في ايار/مايو 2007 ونقل الى محكمة الجزاء الدولية. وهذا الجنرال هو الذي اسس القوة التي جعلت القبض على القائد العسكري السابق لصرب البوسنة في غاية الصعوبة.
وكانت دول الاتحاد الاوروبي ال27 اعتبرت ان الطموحات الاوروبية لصربيا لا يمكن ان تمضي قدما قبل حدوث "تعاون كامل" من صربيا مع المحكمة.
وجاء اعتقال رادوفان كرادجيتش بعد اسابيع قليلة من اعتقال مطلوب آخر من محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا السابقة هو الصربي البوسني شتويان زوبليانين المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وشهدت عمليات ملاحقة الفارين المتهمين من محكمة الجزاء التي ظلت تراوح مكانها لفترة طويلة، تقدما لافتا في الاونة الاخيرة.
واشاد البيت الابيض ب"حرفية" و"شجاعة" العملية وهنأ الحكومة الصربية.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الكرواتي جادرانكا كوسور "انه خبر جيد بل خبر ممتاز. كان يجب ان يحصل ذلك منذ زمن بعيد، بيد انه مهما يكن من امر فان ذلك يظهر ان هناك تقدما يحرز".
واعربت روسيا، الحليف التقليدي لصربيا، عن املها في ان يحصل كارادجيتش على محاكمة "غير منحازة"، متهمة محكمة الجزاء بانها كانت في اغلب الاحيان "منحازة".
وفي معقل كرادجيتش في بالي في البوسنة، سادت مشاعر حيرة وغضب اثر اعلان نبأ الاعتقال.
وفي بانيا لوكا، كبرى مدن صرب البوسنة، قال "رئيس وزراء جمهورية صرب البوسنة" ميلوراد دوكيك ان اعتقال كرادجيتش يضع حدا للضغط الدولي على الكيان الصربي في البوسنة. (أ.ف.ب)