(مخاطر الطيور على سلامة الحركة الجوية وطرق الحد منها) في ورشة عمل بعدن

> عدن «الأيام» خديجة بن بريك:

>
أقامت الهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد يوم أمس الأول بفندق عدن ورشة عمل عن مخاطر وأضرار الطيور على سلامة العمليات الجوية وكيفية الحد منها.. وخلال الورشة تم تقديم عدد من أوراق العمل الخاصة بهذا المجال.

وفي افتتاح الورشة ألقى الأخ أحمد الضلاعي الوكيل المساعد لمحافظة عدن قال فيها: «إن هذه الورشة تحمل أهمية كبيرة في حركة الطيران في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، وقد لقيت اهتماما كبيرا من قبل فخامة الرئيس، ولاشك أن ورشة العمل السابقة التي أقامها الأخوة في الهيئة العامة للطيران المدني، التي ركزت على سياسة الأجواء المفتوحة كان من ثمارها أن باشرت الخطوط الجوية السعودية أولى رحلاتها إلى مطار عدن، وحقيقة شركات الطيران كانت متخوفة من عدم وجود الركاب، ولكن وجدت الخطوط السعودية غير ذلك وكل رحلاتها من و إلى عدن ممتلئة، ونحن نشجع شركات الطيران الأخرى.. وهذه المخاطر التي تلعبها الطيور تهدد حركة الطيران، وهذا العمل مسؤولية على عاتقنا جميعا، وذلك من خلال خلق بيئة من عدم تنامي الطيور بالقرب من المطارات».

كما ألقى الأخ أحمد فرج رئيس مجلس الإدارة للهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد كلمة قال فيها: «تعقد هذه الورشة تنفيذا لتوصيات اللقاء السنوي الموسع لقيادات الهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، وترمي هذه الورشة إلى تسليط الضوء على المشكلة القائمة، والتعرف على أسبابها وأضرارها والآثار السلبية التي تنجم عنها، والعمل على خلق الوعي لدى المعنيين بحجم المشكلة الظاهرة، وتقديم المقترحات بالحلول الهادفة للحد من تلك المخاطر، والدور الذي يجب أن يضطلع به كل طرف من الأطراف ذات العلاقة والمسؤولون الذين يقع على عاتقهم ذلك، من خلال توفير الاعتمادات الكافية لعملية التحديث والتطوير، وكذا البحث عن تمويل خارجي لإقامة توسعات وإضافة لمعظم المطارات.. وقد حظي مطار عدن باهتمام خاص من قبل فخامة الأخ الرئيس الذي ظل يتابع بصورة حثيثة عملية إعادة التأهيل والتحديث للمطار، ومنذ افتتاح إعمار وإعادة التأهيل في عام 2001، والأعمال لم تكد تتوقف في المطار من خلال استكمال باقي المشاريع المطلوبة للمطار مثل إعادة تأهيل المرسى وتنفيذ المباني الملحقة المطلوبة ورفد المطار، وهذا تم من خلال إعلان المطار سماء مفتوحة أمام حركة الشحن والركاب، ومع تعثر سياسة فتح الأجواء وجهت الحكومة بتشكيل لجنة مكونة من النقل والنفط والسياحة والمالية وهيئة الطيران والخطوط لدراسة أسباب التعثر، ووضع المعالجات والحلول لها.

وقد تبنت اللجنة الوزارية مقترحات وتوصيات ورشة العمل الخاصة بالأجواء المفتوحة، وكانت ثمارها الأولى زيادة الحركة من وإلى المطار، والخطوات القادمة وتتمثل في طرح مناقصة للخدمات الأرضية ومناقصة أخرى لإدارة مطار عدن الدولي من قبل شركة عالمية متخصصة، وهذه في طريقها إلى التنفيذ، حيث تم الانتهاء من إعداد وثائق المناقصتين من قبل الهيئة، وأخذت الموافقة على الوثائق من اللجنة العليا للمناقصات، وسيتم الإعلان عنهما، وما هدفنا إليه من استعراض ما تم من خطوات في مطار عدن الدولي هو إظهار حجم الحركة المتوقعة التي سيشهدها المطار خلال الفترة القريبة القادمة، وأهمية التأكيد على وضع الحلول والمعالجات لأية مخاطر قد تهدد سلامة ذلك التشغيل وتنعكس سلبيا على تشجيع زيادة الحركة من وإلى المطار، فعمليا إن وجود تجمع للطيور بالقرب من مطار عدن، فإن هذا التجمع لا يقتصر على الطيور الداجنة، وإنما يجذب طيور عديدة مثل النورس والغربان وغيرهما، هذا التجمع يقع على أطراف المدرج من جهة الغرب، ويشكل تحديا كبيرا وخطورة دائمة، وتتزايد تلك الخطورة مع زيادة الحركة، أرجو أن لا يفهم من طرحي هذا أننا ضد البيئة أو وجود محمية للطيور، فنحن لسنا من أعداء الطيور ونؤيد وجود أكثر من محمية لها، لكن على النحو الذي لا يجعل من تلك المحميات مصدر تهديد دائم لحركة الطيران..

ولذا لابد لنا من الطرح بشفافية وتلمس مواطن الخطورة، ولا يجب أن نترك الأمر إلى حين وقوع المحذور، فلابد من التفكير بصوت مرتفع، وأن تتسع صدورنا للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، وأن نبحث عن الحلول الملائمة مع كافة الأطراف المعنية والتي تأتي على رأسها السلطة المحلية.

ونحن في ذلك منطلقين من الشعور بالمسؤولية ونقل العبء الناجم عن التعرض لتهديد سلامة الحركة الجوية، والتي تظل معها أيدينا على قلوبنا دائما مع كل حركة من المطار وإليه، ولسان الحال يقول دائما «اللهم جنبنا كل مكروه وكل سوء».. أما مايتعلق بمطار تعز الدولي فكلنا نعلم أن الظروق الطبيعية العائدة إلى تضاريس المنطقة لكونها جبيلة فهي تشكل صعوبة حقيقية لحركة الطيران».

ورقة مطار عدن الدولي

وورقة العمل التي قدمها مطار عدن الدولي ركزت في كيفية تفادي الخطورة واختفاء الطيور في المطارات، وذلك عن طريق عدم زراعة الحشائش القصيرة حول المطارات واستبدالها بأشجار كبيرة وطويلة، والتي يصعب على الطيور الهبوط عليها ومسح المساحات وتحويلها إلى قطع صغيرة لاتجذب الطيور الصغيرة بدلا من الطيور الكبيرة والتي تسبب خطورة، وعدم عملية التشجير بطريقة تجذب الطيور إلى منطقة المطار أو المدرجات.

وخلال الورشة تم تقديم عدد من أوراق العمل منها ورقة عمل مقدمة من الإدارة العامة لمستويات المطارات وسلامة الحركة الجوية (قطاع الطيران)، وقد جاءت في نهاية الورقة عدد من التوصيات منها إعادة النظر في وضع المسالخ ومقالب القمامة الحالية القريبة من المطارات مثل مطار تعز وموقع مطار صنعاء الجديد وعدم التصريح مستقبلا لإقامة أية منشآت أو مشاريع (مسالخ، مقالب قمامة، مصانع تعليب التونة، مزارع مثمرة) في المناطق المحيطة بالمطارات، طبقاً لقوانين الطيران الدولية والوطنية التي تحدد استخدام الأراضي المحيطة بالمطارات وتقييم أخطار صدمات الطيور في المطارات أو بجوارها عن طريق الإجراءات التالية: مشغلو المطارات وشركات الطيران الوطنية والأجنبية العاملة في اليمن والقوات الجوية.

وعلى مشغلي المطارات تحديد جهة مختصة في المطار تتحمل المسؤليات التالية: الرصد المستمر وتجميع المعلومات وتوثيقها في النموذج المخصص لذلك، وإبلاغ قطاع الطيران أولا بأول، والتخفيف من مخاطر الطيور وطرق الحماية منها باتباع وسائل الإخافة السمعية والبصرية، وإقامة الكمائن واستخدام المواد السامة والموانع الطبيعية التكنولوجيا المختلفة.

وطبقا للمادة (2 - 2) من الوثيقة الدولية رقم 9137 الجزء الثالث المطالبة بإنشاء اللجنة الوطنية الخاصة بمخاطر الطيور والحد منها، فقد حددت الوثيقة المذكورة أعضاء اللجنة وطبيعة عملها.

ورقة مطار تعز

وجاءت توصيات في الورقة المقدمة من مطار تعز (حول مشكلة الطيور وخطورتها على سلامة الحركة الجوية في مطار تعز) منها الاستفادة من تجارب المطارات التي تعاني من المشاكل نفسها في هذا المجال، والاستفادة من الأجهزة والمعدات المصنعة لهذا الغرض، وكذا الاستمرار في المكافحة الحالية والتركيز على نظافة الجوار أولا بأول، ومخاطبة الجهات المعنية في المحافظة وهي مكتب الأشغال ومكتب الزراعة وصندوق النظافة والتحسين ومؤسسة المسالخ ومكتب البيئة، ببعض الحلول والمقترحات، وهي المفهوم الحضاري لمالكي الدواجن، وهو الأساس للحل والمتابعة والإشراف والرقابة في الجهات ذات العلاقة وفرض محارق على المزارعين لحرق الوفيات والمخلفات، وكذا فرض عقوبات صارمة على المخالفين الذين يرمون الوفيات والمخلفات وإيجاد حلول جادة للمزارع القريبة من مدرج المطار، وإزالة الحشائش للتخلص من الحشرات والزواحف المسببة لتجمع الطيور.

هناك بعض الطرق التي استخدمتها بعض الشركات في العالم بالتنسيق مع القائمين في إدارة الطيران المدني للحد من مخاطر الطيور والحفاظ على السلامة، منها إزالة الأحراش والحشائش حول وقرب المدرج والتي تتخذها الطيور موقعا لبناء أعشاشها.. وبالنسبة للطائرات فإنه ينصح بتغطية المحركات بنوع خاص من الأغطية لمنع الطيور من بناء الأعشاش عليها. كما تم تقديم ورقة عمل من قطاع المطارات حول (مخاطر الطيور على السلامة وحركة الطائرات في المطارات).

وجاءت توصيات الورقة في القيام بتسجيل عدد الضربات بالطائرات للطيور على مستوى جميع المطارات كلا على حدة، والرفع بها أولا بأول، ومعرفة كافة المعلومات، سواء من متخصصين في المطارات وشركات الطيران عن وجود الطيور التي تشكل خطورة على عمليات الطائرات أم المناطق المجاورة لها، وكذا العمل على تجميع تلك المعلومات ورفعها لقطاع سلامة الطيران والاستفادة منها ومعرفة حجم الخطورة لضربات الطيور لعمليات الطيران، وبقدر حجمها يلزم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعرفة معالجة التقليل من اختفاء أعداد الطيور قدر الإمكان وفقا للوسائل المتاحة، بحيث يتم متابعة المنظمة أولا بأول بكل ماهو جديد، لتوفير الوسائل الحديثة لمعالجة هذه الظاهرة والحد منها، وأيضا العمل على إزالة كل الأماكن الخاصة بالنفايات وغيرها من المصادر التي تعمل على جذب الطيور إلى المطارات والمناطق المجاورة لها، واستخدام كافة الوسائل لمحاربتها لتلافي خطورتها.

كما أنه لابد من التعاون من قبل المجاورين للمطارات بالاستماع إلى التوصيات الصادرة فيما يخص تواجد الطيور ومخاوف خطورتها، بحيث تتعاون جميعها لغرض تطوير وتحسين أرضها القريبة من المطارات أو المجاورة لها، والتي تعمل على جذب الطيور والكلاب وغيرها من الحيوانات، بما في ذلك المسالخ والمصانع في المناطق المجاورة للمطارات، سواء جهات خاصة أم عامة، لكون ذلك يخدم المصلحة العامة وسلامة الطيران، وهو معمول به في جميع المطارات في أنحاء العالم.

حضر الافتتاح الأخوة د.يحيى الشعيبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات، وسالم التميمي مدير عام مطار عدن الدولي، ومحمد إبراهيم الكحلاني الوكيل المساعد لقطاع المطارات، وصالح أحمد الذيب الوكيل المساعد لقطاع السلامة والطيران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى