قوات الطوارىء الدولية تحيي عيد الميلاد في جنوب لبنان

> تبنين «الأيام» ريما ابو شقرا :

>
في جنوب لبنان، يمضي عناصر قوات الطوارىء الدولية عيد الميلاد بعيدا عن اوطانهم وعائلاتهم، الا ان ذلك لا يمنعهم من الاحتفال ومن توسيع مهمة السلام لتشمل توزيع الهدايا على الاولاد وتوثيق العلاقة مع السكان.

وقد استبدل الكابورال فابيو لاتشيتيرا بزته العسكرية بملابس بابا نويل ليوزع هدايا الميلاد على فتيات في ميتم تبنين في جنوب لبنان.

وقال الضابط في قوات حفظ السلام "اعتدت ان ارتدي ملابس بابا نويل لاوزع الهدايا على الاطفال من اقاربي في ايطاليا، اليوم اخوض تجربة جديدة".

وينتمي لاتشيتيرا الى القوة الايطالية في قوات الطوارىء البالغ عدد عناصرها 2100. وسيمضي الجنود الايطاليون هذه السنة عيد الميلاد في جنوب لبنان بعيدا عن عائلاتهم. وكذلك الامر بالنسبة الى جنود القوة الفرنسية البالغ عددهم 1900.

وتعتبر مشاركة الجنود السكان المحليين بالعيد امرا اساسيا في مهمة حفظ السلام، كما يقول الكولونيل الفرنسي نيكولا كازانوفا (45 عاما).

ويضيف وهو الى جانب ضابط فرنسي آخر يستعد لتوزيع الهدايا على اطفال محتاجين في المناطق التي تعمل القوات الفرنسية ضمنها، "اردت ان يكون الميلاد موجها نحو البلاد التي نحن فيها لا متمحورا حولنا نحن".

وتعمل قوات الطوارىء الدولية بجهد من اجل بناء علاقات مع المجتمع الذي تشعر ان عليها حمايته.

ويقول كازانوفا "من المهم ان نظهر للسكان اننا لسنا جيش احتلال، انما نحن هنا لتعزيز السلام ولدعم الجيش اللبناني".

وتقول فاطمة ملك (12 عاما) وهي تنتظر تسلم هدية العيد، "انهم يساعدوننا كثيرا".

وتذكر صديقتها زهراء زين (14 عاما) ان الجنود وزعوا هدايا السنة الماضية، مضيفة "يعزفون لنا الموسيقى ويقدمون لنا عروضا والعابا ويرسلون اطباء لمعاينتنا".

وانشئت قوات الطوارىء الدولية في 1978 لحفظ السلام في جنوب لبنان الذي كان يشهد مواجهات متواصلة بين فصائل فلسطينية ولبنانية مسلحة والجيش الاسرائيلي وعمليات اسرائيلية متكررة.

وبعد حرب 2006 بين حزب الله واسرائيل، تم تعزيز هذه القوات بموجب القرار 1701 الصادر في آب/اغسطس 2006 والذي وضع حدا للاعمال الحربية بين الجانبين.

وتتألف القوة من 13 الف جندي من ثلاثين بلدا، واكبر الفرق المشاركة من ايطاليا وفرنسا واسبانيا.

ويقول اللفتنانت كولونيل روبرتو دي جورجيو (46 عاما) ان هذه النشاطات "مكسب للجنود اكثر مما هي مكسب للاطفال (...) اتأثر جدا كل مرة آتي الى هنا".

وتسعى فرق اخرى في القوات الدولية الى بناء علاقات من نوع آخر مع السكان، مثل القوة الغانية التي تضم فرقة موسيقية تقدم عروضا للجنود وكذلك للسكان في المناسبات.

وقال الكابتن الغاني اينياتوس اكيوني (49 عاما) "الفرقة ستعزف للجنود وللسكان المحليين في عيد الميلاد".

وسينظم عناصر اليونيفيل احتفالات خاصة بهم داخل القواعد والمراكز العسكرية.

ويقول كازانوفا "اننا سعداء بالعيد، الا اننا نفكر ايضا بالسكان الذين يقيمون بيننا".

في القاعدة الفرنسية في طيري، تنظم مسابقة حول افضل مغارة (تجسيد للمغارة التي ولد فيها المسيح)، وينشط الجنود مجموعات مجموعات لانجاز مغاراتهم. كما سيشاهد الجنود ليلة الميلاد اشرطة فيديو ارسلها لهم اصدقاؤهم وافراد عائلاتهم مع تمنياتهم لمناسبة اعياد نهاية السنة.

ويقول ميشال آدم (38 عاما) الذي يمضي الميلاد بعيدا عن ولديه الموجودين في فرنسا "انها المرة الثانية التي اكون فيها بعيدا" في هذا العيد.

ويتابع ان ولديه "حزينان بعض الشيء، الا انهما سعيدان ايضا لانهما يعلمان ان والدهما يجب ان يعمل لحماية اطفال آخرين".

ويقول الكابتن ستيفان جوليفو (41 عاما) "لن اكون وحدي، ساكون مع عائلتي العسكرية".

السرجنت اميلي روبي تمضي اول عيد ميلاد لها بعيدا عن عائلتها وتقول "انتظرت سبع سنوات لانتقل الى بلد آخر واقدم المساعدة. عندما اتمكن من المساعدة، اشعر بسعادة كبيرة"، مشيرة الى انها ستكون على اتصال عبر كاميرا الانترنت مع عائلتها لبعض الوقت خلال سهرة الميلاد.

وتضيف "ساكون نجمة سهرتهم لانهم سيتذكرون في كل لحظة انني لست معهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى