قادة مجلس التعاون الخليجي يطالبون بإنهاء العدوان الاسرائيلي

> مسقط «الأيام» وكالات:

>
الجلسة الختامية للدورة التاسعة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
الجلسة الختامية للدورة التاسعة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
دعا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس الثلاثاء الى انهاء الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة وذلك فى ختام مؤتمر قمة بالعاصمة العمانية مسقط.

الا ان قادة دول المجلس لم يوافقوا في ختام قمتهم التاسعة والعشرين على دعوة قطر الى عقد قمة طارئة لمناقشة العدوان الاسرائيلي.

واشار بيان ختامي الى ان قادة المجلس يلقون بالتبعة جزئيا على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عن العنف الذي تقول اسرائيل «إن حماس مسؤولة عنه من خلال اطلاقها صواريخ على بلدات في جنوب اسرائيل».

وسقط اكثر من 380 قتيلا خلال الهجمات الاسرائيلية التي استمرت اربعة ايام على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وقال زعماء مجلس التعاون الخليجي في البيان الذي صدر في ختام القمة التي استمرت يومين بمسقط «عبر المجلس الأعلى عن بالغ قلقه وعظيم استيائه من العدوان الإسرائيلي السافر ضد الشعب الفلسطيني وما ترتب عليه من سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وتدمير للممتلكات وترويع للآمنين دون أي وازع من ضمير أو مراعاة لأي من المبادئ الأخلاقية أو الاعتبارات الإنسانية أو قوانين الشرعية الدولية».

«وأدان المجلس بشدة هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم ويحمل إسرائيل المسؤولية الكبرى في الدفع بالأمور إلى هذا المستوى الخطير نتيجة لسياساتها المتعنتة وممارساتها اللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني».

ودون الاشارة الى حماس قال البيان «وطالب المجلس إسرائيل بالكف عن ممارسة غطرسة القوة والتنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وفك الحصار الجائر المفروض على جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة». وحث زعماء الدول الست المنتجة للنفط المجتمع الدولي على «تحمل مسئولياته كاملة والتحرك الفوري لوقف المجازر والاعتداءات التي تمارسها آلة القتل الإسرائيلية وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني».

وفي مؤتمر صحفي أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية ومعالي عبدالرحمن بن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي أن «القمة التاسعة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اختتمت أعمالها في مسقط في وقت سابق من مساء اليوم (أمس) كانت ناجحة وخرجت بعدد من القرارات والتوصيات التي تخدم العمل الخليجي المشترك وشعوب دول المجلس بما يحقق الامن والاستقرار لهذه الـدول ويـدعم جهـود التنمـية الـتي تشـهدها».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده معالي يوسف بن علوي بن عبدالله ومعالي الامين العام لمجلس التعاون الخليجي بالمركز الاعلامي بفندق مسقط انتركونتيننتال حيث أشار معالي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية الى أن «القمة ناقشت على مدى يومين عددا من القضايا الاقليمية والدولية والمستجدات في المنطقة السياسية منها والاقتصادية وتأثيرها على الدول الاعضاء».

ونوه معاليه بالرؤية التي طرحها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد في كلمته خلال افتتاح مؤتمر القمة يوم أمس الأول حول الوضع المالي العالمي وما يتطلبه من ايجاد قاعدة لاستقرار النفط في الاسواق بما لا يرهق المستهلك ويلبي متطلبات التنمية الشاملة ولا يلحق ضررا بالدول المنتجة مؤكدا انه اصبح من الضروري أن يتم الاستقرار في سوق النفط لايجاد حالة من التوازن وتجنب المضاربة التي ترفع هذه الاسعار .

وحول الوضع الخطير في غزة أوضح معاليه ان «هذا الموضوع حظي باهتمام كبير من قبل القادة خلال القمة وارتكز على ما يجري من أحداث مؤلمة في غزة والاراضي الفلسطينية» مشيرا الى ان «هناك جهودا متعددة تبذل الآن»..كما تجري اتصالات عاجلة مع الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لتولي المسئولية فيما يجري في القطاع من أجل وقف العدوان وفك الحصار.

ودعا معالي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية القادة الفلسطينيين الى التبصر وايجاد أفضل الوسائل لانتزاع حقوقهم والترفع فوق تعقيدات السياسة، مشيدا في هذا الصدد بجهود جمهورية مصر العربية في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين، واصفا الاتهامات التي وجهت لمصر بأنها « باطلة ولا تمت الى الحقيقة في شيء » قائلا «ان دور مصر ناصع وستبقى الميدان الذي يفضل الفلسطينيون التوجه اليه» .

وحول الدعوة الى انعقاد القمة العربية الطارئة أشار معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الى ان «هناك مشاورات تجري الآن بين القادة العرب لترتيب وتنظيم النتائج الايجابية التي يمكن ان تخرج بها القمة» موضحا أن «انعقاد القمة العربية الطارئة لها ضوابط واجراءات والمسئولية تحتم بأن يتم التشاور بين القادة العرب حول كيفية انعقادها للتأكد من أن البرنامج الذي ستنظر فيه القمة القادمة سيساعد على اتخاذ موقف عربي يساعد الفلسطينيين ويؤدي الى تماسك الدور العربي».

وأعلن معاليه في هذا الصدد أن «السلطنة ستشارك في هذا المؤتمر الذي يهدف الى دعم المصالح الفلسطينية وحماية الاشقاء الفلسطينيين وجمع الاطراف الفلسطينية».

وحول مستقبل العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والادارة الامريكية الجديدة أشار معالي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية الى ان «دول المجلس رحبت بانتخاب الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما وعبرت عن تطلعها للعمل سويا مع الادارة الجديدة» مشيرا الى ان «الطرفين يملكان الكثير من المصالح المشتركة وان العمل ينصب في هذا الاطار لتدعيم هذه العلاقات» مضيفا أن «ادارة أوباما ستشهد مرحلة جديدة من العمل الفعال بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الامريكية» ..

وفيما يتصل بعلاقات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع ايران قال معاليه «إن علاقات دول المجلس مع ايران علاقات جوار وتتطلب ديناميكية مستمرة من المشاورات والاتصالات والحوار وكلنا تربطنا علاقات متنوعة مع ايران ودول المجلس تثمن وتقدر عاليا هذه العلاقات ».

من جانبه هنأ معالي عبدالرحمن بن حمد العطية أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية السلطنة قيادة وحكومة وشعبا بنجاح قمة مسقط، مشيدا معاليه بالادارة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد والتي أوصلت القمة الى النتائج والقرارات الهامة التي خرجت بها .

وقال معاليه خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن «البيان الختامي عكس في أجزاء كثيرة منه خاصة الجانب السياسي اهتمام القادة بما يحدث في قطاع غزة والجرائم التي ترتكبها اسرائيل هناك دون مراعاة للانظمة والقوانين الدولية».

وأوضح أن «القادة وجهوا باجراء اتصالات مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن لممارسة مسئوليتهم الكاملة بشأن ما يجري في غزة وفك الحصار عن الاراض الفلسطينية المحتلة».

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني قال معاليه ان «القادة رحبوا بخروج لبنان من محنته وبداية مرحلة سياسية جديدة لاستكمال بنود اتفاق الدوحة كما أنهم رحبوا باقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشقيقين سوريا ولبنان».

وحول الوضع في العراق قال معالي الامين العام لمجلس التعاون الخليجي «إن القادة جددوا التأكيد على وحدة العراق وسيادته وهويته العربية الاسلامية الى جانب أهمية الاسراع في تحقيق المصالحة الوطنية في العراق».

وحول الوضع في السودان أوضح معاليه ان «القادة اهتموا بهذا الجانب خاصة ما يجري في اقليم دارفور وأشادوا في الوقت نفسه بالجهود التي تبذل لمعالجة هذه الازمة وثمنوا الجهد الذي تقوم به حاليا اللجنة الوزارية العربية / الافريقية برئاسة دولة قطر».

وكان معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية قد دعا في بداية المؤتمر الى الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في غزة وكانت قطر احدى اعضاء مجلس التعاون الخليجي قد دعت إلى عقد قمة عربية لمناقشة الهجمات الا ان السعودية قالت إنها لا ترى فائدة تذكر في اجتماع يصدر فيه الزعماء تصريحات عديمة الاهمية.

وحثت السعودية اسرائيل على إنهاء هجماتها لكن يبدو أنها تميل إلى عدم المصادقة على عقد قمة ربما تعزز الدعم لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) فيما تناصب كل من سوريا وايران المؤيدتين لحماس العداء للرياض بسبب سياسات اقليمية.

وقال دبلوماسي عربي بارز على هامش القمة «ليس لدى السعودية أي مصلحة في مساعدة حماس من خلال المواقف السياسية وإنها لتدرك أن أي قمة عربية لن تفعل سوى ذلك».

ومن المقرر أن يناقش وزراء الخارجية العرب عقد قمة عربية طارئة في اجتماع يعقد بمقر الجامعة العربية في القاهرة اليوم الاربعاء دعت إليه سوريا أيضا.

وتعليقا على تلك الفكرة قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل إنه لا فائدة من حضور قمة عربية لمجرد الادلاء بتصريحات.وحاول مسؤولون في قمة مجلس التعاون الخليجي تجنب مناقشة تفاصيل أزمة غزة التي فرضت نفسها على جدول أعمال اجتماع اقتصادي يهدف أصلا إلى المصادقة على اتحاد نقدي. ولم تخرج قضية غزة البرنامج الاقتصادي للاتحاد عن مساره اذ أقر قادة دول المجلس اتفاق إقامة الوحدة النقدية الذي سيمهد السبيل لطرح عملة خليجية موحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى