«الأيام» تطرح قضية العاملين بمشروع مياه شقرة على طاولة المحافظ الميسري .. جهود غائبة .. وحقوق ضائعة .. ومعاناة لاحدود لها

> «الأيام» محمد يحيى عمر

> أسوأ مايتعرض له المرء في حياته أن لايجد مردوداً طيباً لجهده وعطائه وكلما كان الجهد كبيراً وعظيماً يصل إلى عشرات السنين من العمل دون كلل ولا ملل.

ولكن عندما يقابل ذلك الجهد والعطاء بالجحود والنكران يكون الانعكاس النفسي سيئاً، والأسوأ من ذلك أن يجد المرء نفسه بعد أن أفنى عمره وعصارة جهده وعطائه يمني النفس بالحصول على أبسط الحقوق المادية والمعنوية وينال التكريم والعرفان، ولكن هيهات أن يتحقق لك ذلك في بلد يقتص منك عصارة الشباب والطاقة والعطاء ثم ترمي بك في رف المجهول غير نادم ولا مأسوف عليك، وقد أصبحت تشكي البؤس والحرمان وتتعرض للذل والمهانة في وطنك بعد أن حرمت من حقوقك وسلبت منك جميع أشيائك وأصبح من يستفيد اليوم من ثمرات نضالك هم أولئك الفاسدون الذين وجدوا ضالتهم مع دولة الوحدة المباركة دولة النظام والقانون، فيظهرون وهم ينهبون الثروات ويسرقون الأراضي والمؤسسات ويستأثرون بخيرات البلد وحدهم وقد تركوك أنت تعاني الجوع والتشرد في وطنك بعد أن أهدروا جهودك وحرموك من حقوقك وجعلوك لاتعرف كيف تعيش حياتك.

وللتعرف على واحدة من هذه الصور تعالوا في هذه الوقفة الاستطلاعية التي أجرتها “الأيام” لتتابعوا معنا قضية إنسانية تتعلق بوضع العاملين بمشروع المياه شقرة ومايواجهونه من مشاكل وظروف مؤسفة توجب علينا في «الأيام» التوقف أمامها ومناقشة حيثياتها لتعرفوا من خلالها على الأسباب التي أدت إلى ضياع جهود العاملين وحرمانهم من حقوقهم وعدم حصولهم على المعاش التقاعدي بعد نهاية الخدمة.

> كانت البداية مع مدير مشروع مياه شقرة الأخ سالم علي صلعان، الذي بدأ حديثه، قائلا: «بداية أشكركم في «الأيام» على اهتمامكم بمتابعة مختلف القضايا الإنسانية المتعلقة بحياة المواطنين وهذه ميزة انفردت بها «الأيام» حقيقة .

أما بالنسبة لقضيتنا، بداية أوضح بأن مشروع المياه الذي تعتمد عليه مدينة شقرة في حصولها على المياه وهو مشروع أهلي أنشأه الرئيس سالمين في عام 1972م وكانت الدولة في الماضي هي من تتولى عملية تشغيله والقيام بأعمال الصيانة ومتابعته باستمرار وفي عام 1993م رفعت الدولة يدها عن مشروعنا واعتبرته مؤسسة مستقلة، فبقي المشروع يواصل عمله والقيام بوظيفته معتمداً على إيراداته الشهرية التي تصله من المواطنين ويستفيد منها في شراء مادة الديزل والقيام بأعمال الصيانة ودفع رواتب العمل وعددهم 14 عاملاً (منظمين وإداريين وعمال مضخات)».

وأضاف«وهؤلاء يعملون لدى المشروع منذ سنوات طويلة مقابل راتب شهري لايزيد عن عشرين ألف ريال، وهو مبلغ ضئيل، كما تلاحظون محرومين معه من أي زيادات أخرى ولم تشملهم استراتيجية الأجور، حتى المعاش التقاعدي لم يحصلوا عليه بعد نهاية الخدمة تصوروا رغم أن الشيخ حسين ناصر عمير شيخ مشايخ شقرة قام خلال سنوات سابقة بمتابعة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس المشير علي عبدالله صالح، ونائبه عبدربه منصور هادي وحصل منهم على توجيهات تقضي بالعمل على ضم مشروع مياه شقرة إلى المؤسسة العامة للمياه، باعتبار ذلك هو الحل الذي يكفل استمرارية المشروع ويضمن للعاملين حصولهم على حقوقهم كاملة بما فيها المعاش التقاعدي بعد نهاية الفترة القانونية إلا أن هذه التوجيهات للأسف قد أهملت تماماً، ولم تحظ مشكلتنا بأي نوع من الاهتمام والمتابعة من قبل الأخوة في المجالس المحلية بالمحافظة والمديرية، حتى تلك العهود والوعود التي استمرينا نسمعها من المحافظين السابقين في أبين الواحد تلو الآخر، فقد اتضح لنا فيما بعد أنها كانت مجرد كذب وكلام في الهواء.

ويتابع مدير المشروع مكشلتنا حالياً بيد محافظ أبين الأخ المهندس أحمد الميسري الرجل الطيب الذي تعاطف معنا وتفهم لأوضاعنا بعد أن فتح أبواب بيته ومكتبه واستمع لمشكلتنا بصدر رحب وقلب مفتوح وأبدى استعداده بالعمل على تصحيح أوضاعنا، وهذا مانأمله ويحذونا أمل كبير بأنه سوف يتحقق على يده بعد أن لمسنا منه الجدية في تعامله مع قضيتنا وبدأنا حقيقة نشعر معه بالاطمئنان على مستقبلنا».

> كما كانت لنا وقفة مع الوالد عوض باقراضي، أحد عمال مياه شقرة المحالين للتقاعد وقد بدأ حديثه معنا قائلاً: «لقد التحقت بالعمل في مشروع المياه عام 1972م أي مع بداية فترة تأسيسه وطوال السنوات الماضية تحملنا على عاتقنا مسؤولية تشغيله رغم الإمكانيات الشحيحة إلا أننا قد تغلبنا عليها بجهودنا الكبيرة التي استمرنا نبذلها خلال فترة عملنا وبراتب شهري حقير، ولكن كانت الحياة حينها سهلة وبسيطة».

ويتابع الوالد سالم: «كنا نتوقع من دولة وحدتنا المباركة أن تعوضنا عن صبرنا الطويل وجهودنا الكبيرة التي قدمتها على مدى 36 سنة في العمل والخدمة، ولكن ماحصل كان العكس فبعد أن انتهت الفترة القانونية للعمل تم الاستغناء عني وعن خدماتي لأجد نفسي في صفوف المتقاعدين، ولكن بدون معاش تقاعدي، فقد حرمت من المعاش فكيف بالله عليكم لواحد في مثل سني أن يعمل ليعيش أسرته ويصرف على أطفاله، وقد أصبح بدون راتب».

وقال:«أمانة عليك يا ابني أن تبلغ المسؤولين في الدولة بالوضع الإنساني المهين الذي أصبحنا نعيشه وأسرنا في المنطقة».

> أما الأخت نجوى قاسم عبادي، قسم الحسابات بمشروع مياه شقرة فقد قالت : «لقد مضت علينا سنوات طويلة ونحن في انتظار تصحيح ومعالجة أوضاعنا لترفع رواتبنا ونحصل على مستحقاتنا من استراتيجية الأجور وغيرها من الحقوق الأخرى التي حرمنا منها، ولكن لا شيء من هذا تحقق.

فكل الوعود الانتخابية التي نحصل عليها من المحافظين السابقين في أبين مجرد كذب ودجل، ومارسوها علينا في شقرة بلا حياء ولا خجل وكانت النتيجة أننا حرمنا من حقوقنا وضاعت منا سنوات خدماتنا وذهبت جهودنا هباءً منثوراً.. لصالح من؟ لاندري .. لقد نفد صبرنا وتعبت أحوالنا ونحن نطالب المسؤولين في أبين بمعالجة أوضاعنا حتى لانحرم من مستحقاتنا، ولكن لاحياة لمن تنادي».

وناشدت الأخت نجوى عبر «الأيام» محافظ أبين الأخ المهندس أحمد الميسري الاهتمام بمعالجة قضيتهم وترتيب أوضاعهم حتى يحصلوا على حقوقهم ولو من جانب إنساني رحمة بأطفالهم.

> فيما تحدثت إلينا الأخت صابرة أحمد محمد، أمينة مستودع قائلة: «لقد ظلت ومازالت رواتبنا متدنية بعد أن حرمنا معها من جميع التسويات ولم تشملنا استراتيجية الأجور حتى المعاش التقاعدي هو الآخر حرمنا منه لماذا؟ لاندري .. وكان هذا ما انتظرناه من دولة وحدتنا المباركة أن تتخلى عنا في مشروع مياه شقرة وتتركنا وأسرنا مهملين لانعرف نعيش حياتنا مع هذه الأوضاع المعيشية المؤسفة التي تسير بنا اليوم من سيء إلى أسوأ.

فالمشكلة التي نعانيها إنسانية وهي واضحة وضوح الشمس ويعرفها الغفير قبل الوزير، وقد أمضينا سنوات طويلة ونحن نشرحها ونطرحها على جميع محافظي أبين السابقين الواحد تلو الآخر ولم يتبق لنا سوى الأخ المحافظ الميسري، فهو الوحيد الذي نعلق عليه اليوم آمالنا بعد أن نفد صبرنا وتعبت أحوالنا وأصبحنا لانتحمل المزيد من المتاعب».

> وكانت لنا وقفة أخيرة مع الأخ حسين عبدالله فضل (عامل مضخات) الذي تحدث إلينا قائلاً: «لقد أهدرت جهودنا وضاعت حقوقنا وحرمنا من مستحقاتنا وأصبحنا وأسرنا لانعرف كيف نعيش حياتنا بسبب تدني رواتبنا وعدم الاهتمام بمعالجة وتصحيح أوضاعنا.وكثيرا مالجأنا إلى قطع المياه عن المواطنين مضطرين كلما دعينا للإضراب عن العمل احتجاجا على استمرار سياسة التجاهل والإهمال التي ظلت تمارس ضدنا من السلطة التنفيذية والمجلس المحلي بأبين، وكانت السبب في حرماننا من حقوقنا وتعاسة أسرنا وأطفالنا واليوم قضيتنا بيد الأخ المحافظ الميسري، بعد أن وصلته واطلع عليها وتفاعل معها ووضعها في مقدمة اهتماماته كما بلغنا من مدير المشروع وكرر على مسامعنا الشيخ حسين عمير شيخ مشايخ شقرة. وعلى ضوء هذا الكلام فقد علقنا إضرابنا احتراماً وتقديراً للمحافظ الميسري وجهوده التي يبذلها لمعالجة وترتيب أوضاعنا، وإن شاء الله سوف ينتصر لنا وينهي معاناتنا ويعيد البسمة لأسرنا وأطفالنا، وهذا كل مانريده ونأمله وننتظره منه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى