الكتابة على زجاج السيارات حالة فردية تتحول إلى..ظاهرة شبابية للتعبير عن الذات

> استطلاع/ وليد الحيمدي:

> المثل أو الحكمة كلمات صيغت للتعبير عن موضوع ما بطريقة طريفة مختصرة ومعبرة لها معناها ودلالتها، اليوم أضحت هذه العبارات ظاهرة منتشرة يعبر من خلالها المرء عن معاناته الحياتية كالفقر والبطالة أو لفقد عزيز وقريب، أو للتعبير عن الشجون والفراق والحنين، عبارات بات المرء يشاهدها أينما يوجه وجهه سيما في وسائل النقل في عدن.
الصحيفة رصدت هذه الظاهرة التي باتت تنتشر في الكثير من المدن الرئيسية.
* هذه نهاية دراستي
تُعد معاناة الحرمان من الوظيفة العامة أكبر هم يؤرّق جيل الشباب من حملة الشهادات الجامعية بعد أن أصبح الحصول عليها أمراً شبه مستحيل، وفي هذه العبارة لخص عبرها صاحبها عن مدى معاناته، وانكسار طموحه الذي بناه لأربع سنين من التعلم والاجتها والمثابرة ليكون نهاية تعليمه الأكاديمي سائقاً بالأجر اليومي، يقضي فيها جل وقته ذهابا وإيابا باحثا لعله يجد راكبا هنا أوهناك في ظل الانتشار الكثير لهذه المواصلات، بغية توفير ما التزم به من مبلغ لمالك ذلك الباص واحتياجات الأهل، إنها نهاية دراسته التي تحول ماؤها سرابا، وطلابها أضحوا ضحايا وما أكثرهم.
* طفي لصي
نظرا لما تشهده مدينة عدن من انطفاءات متكررة للكهرباء في ظل صيف قائض وشديد الحرارة، وما يسبب ذلك من معاناة للأهالي سيما كبار السن،ومرضى الضغط والقلب والسكر وغيرهم، كلمتان وجد فيها صاحب أحد الباصات ما يمكن أن يعبر به من خلالهما عن معاناته وغيره من ساكني هذه المدينة شديدة الحرارة والانطفاءات المتكررة للكهرباء التي أصبحت الهم الرئيس الذي يؤرّقهم ليلا ونهارا.
* هدف حياتي الوحيد طلع تسلل
كم هو قاتل هذا الوضع الرديء المليء بالمنغسات والأضداد، التي تكون في أحيان منها قاتلة للمرء سيما أوُلئك النفر من تعيسي الحظ الذين لا تبتسم لهم الدنيا إلا قليلا، وفي كثير من الأحيان لا تتم رغم ندرتها وسرعان ما تضحي سرابا، كما هو حال هذا الرجل الذي تفاجأ بهدفه الوحيد في هذه الدنيا الذي أوشك بالحصول عليه بالحرمان، إنه هدف التسلل وما أكثرهم في حياتنا.
* دنيا بلا (حريم) جنة
المعاناة لدى الناس لم تقتصر في هذا العصر على الهموم الحياتية وظروفها المعيشية المنغصة لصفو معيشتهم وحسب، بل هناك نوع آخر من حيث يرى الإنسان بأنه مصدر سعادته ونشوته وراحة باله، إن مصدره (النساء)، حيث بات كثير من الأزواج يشكون ويتذمرون بعضا من تصرفات زوجاتهم الحياتية، اللاتي بتن لا يُراعين في كثير من الأحيان فيها الظروف المزاجية والنفسية والمعيشية لدى أزواجهن الذين أضحت الحياة تعركهم بهمومها (عرك الرحاء بثفالها)،دون أي مراعاة لهم، وهو ما قد يتوصل في بعض الأحيان إلى المشاجرات بين الزوجين وإلى الطلاق أحيان آخر.
* مشاوير بعض المعاريف خسارة
عبارة تحكي مدى الاستغلال من قبل بعض الأشخاص لمعاريفهم في سبيل الحصول على مصالحهم الشخصية دون أي مراعاة لحق الصحبة التي حولها الكثير في وقتنا الحاضر إلى مصدر خصب لأنانياتهم، الأمر الذي يجعل الكثير من الأفراد يتمنى لو أنه لم يتعرف عليه ويذم اليوم التي بدأت فيها زرع بذرة صداقتهم المكلفة والتي لا جنى منها سوى الخسارة والتعب.
* ليت دبابي يصير حافلة
الحلم مشروع وليس حرام، ومن حق أي شخص أن يحلم بما يشتهي ويتمنى ما دام في ذلك فائدة في شحن النفوس بالتفاؤل والأمل، في وقت أصبح فيه الحلم لدى المرء من المستحيلات، نظرا لما يعيشه من وقت مشحون باليأس والإحباط، وللتعبير عن هذا الأمر يكتب أحد مالكي الباصات (يا رب يكبر ويصير رويشان)، إنه حلمه البسيط الذي يرى فيه حال الحصول عليه ستتحسن حالته المعيشية والمادية في مرحلة أضحت الفلوس فيها هي اللسان والسلاح، وأماكن صرفها لكثير من مصادر دخلها.
* صل على النبي
العبارات الدينية والآيات القرآنية أيضا لها نصيب من هذه الظاهرة المنتشرة على الباصات ووسائل النقل،وذلك بهدف التذكير للغافل ال هّالي عن الذكر أو بغرض كسر عين الحسود عن سيارته كما يعتقد البعض.
* كلام الناس مكالمة لم يرد عليها
الغيبة والنميمة صفتان مذمومتان،نهى الكتاب والسنة عنهما لما تسببه من بغضاء وشحناء بين أفراد المجتمع،تصل إلى القطيعة والخصومة والقتل في بعض الأحيان، نتيجة لوشاية واشٍ أو خلق وافتعال فتنة، الأمر الذي أصبح رائجاً في أوساط أفراد المجتمع وما يجنونه على أنفسهم من آثام وذنوب،ولكون الكلام على الناس وأكل لحومهم قد أصبح شيئاً بديهياً في هذه المرحلة توجب على هذا المرء وغيره بأن لا تعتريك الأقاويل والأراجيف التي بات الناس يلوكونها في كل وقت أي اهتمام ما دام الأمر يضر أصحابه ولا يضره.
* أنا بطهش والذي له حق يتبعني
كثير من هذه العبارات المنتشرة لا تخلو من الطرافة والخفة والغرابة،وكلمة (الطهش)، وتعني التصرف غير المسؤول والمتجاوز لقانون التعاملات الحياتية من قبل البعض في سبيل الحصول على شيء ما بطريقة أو بأخرى حتى وإن كان ذلك على حساب الغير، فكثيرة هي الجمل والعبارات التي أصبحنا نشاهدها يوميا على واجهة زجاج السيارات منها: إيش في؟ معك خراج... حافي في زمن الجزم.. دنيا ما لها صاحب... الحب أعمى... إن أخذتك حنابة وإن تركتك ما سخيت... الوحدة مهلكة...أبو محمد غير... حياتي كلها ظلام، الحال غير مستقر، الوضع المادي صعب، سنين دراسة وعدد شهادات وأنا بلا عمل، هدف حياتي طلع تسلل، الخوف من الله أمان، أكلتم تمري وعصيتم أمري.
عدة عبارات متداولة بين مختلف سيارات عامة الناس والتي انتشرت مؤخرا تعبر عن معاناة وهموم المواطن المظلوم في عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى