خواتيم غزة

> محمد بالفخر:

>
محمد بالفخر
محمد بالفخر
مع قرب نهاية شهر رمضان المبارك ..موسم الخيرات والبركات، هاهم المسلمون في أنحاء المعمورة يتهيئون لوداع الشهر الفضيل بمزيد من العبادات وكثير من الطاعات، و يتزامن مع تلك الأجواء الروحانية استعداد الناس لقدوم العيد السعيد.. العيد الذي فقد غالبية المسلمين فرحته من عقود، ونسوا طعمه من سنين.. فمن حكومات جائرة فرضت على شعوبها حياة الضيق وألبستهم حلل الهم والحزن، ولفّت حول رقابهم أغلالا تقيد حركتهم وتحجر على حرياتهم.. شغلتهم بالجري لتوفير متطلبات عوائلهم من مأكل ومشرب وملبس والبحث عن تعليم لأبنائهم في حده الأدنى.
وشعوب أخرى تعاني الاحتلال وويلاته فلا يوجد بيت إلا وفقد غاليا أو طالته الإهانة والمذلة، أوعرقيات مسلمة تعاني القتل والتنكيل في أوطانها كما هو الحال في بورما وكشمير وإفريقيا الوسطى وغيرها.
وهاهي غزة العزة في فلسطين السليبة مثالا حيا لحال الأمة، فمع قدوم رمضان وهي تروي العروق العربية الميتة الخالية من النخوة والكرامة من دماء أبنائها، ومع نهاية شهر رمضان تشتعل غزة بعدوان المحتلين عليها ويسطر الغزاويون آيات من التضحية والفداء التي لم نعد نقرأ مثيلاتها إلا في قصص التاريخ.
مؤلم وضع غزة، ليس لأنها تواجه عدوان دولة عظمى تفوق قوة دول العالم تسليحا بمفردها، ويحرك لوبيها الصهيوني سياسات العالم كله.
محزن ومبكي الحال في غزة، ليس لأنها كل يوم تسكب دماء أبنائها في ملاحم أسطورية ربما يعجز العقل العربي عن إدراكها؛ كونه قد غذي بالذل والخضوع، بل لأنها من تحملت وحدها التصدي لأسطورة إسرائيل وكسرتها ولم يقف معها أحد.
لكن الأشد إيلاما أن يشارك جيران غزة ممن يدعون الإسلام والعروبة في حصار غزة، بل وحصارهم أقبح وأشد قبضة من اليهود أنفسهم، وإعلامهم النتن أشد نتانة من نتانة نتنياهو ، وإلا ماذا نسمي تلك الأبواق المأجورة من إعلاميين ومحللين سياسيين ومفكرين بزعمهم التي تمتلئ بهم الفضائيات العربية التي أنابت عن الإعلام الصهيوني وكانوا أشد إيلاما وأخبث ألسنة وصدق من قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .. على المرء من وقع الحسام المهنّد
وأكثر ما يدعو للغضب والمقت أن تدمر غزه فلسطين بمباركة عربية، وربما بأموال عربية من أنظمة يفترض أن تكون من حماة خوذة الإسلام في كل مكان كما شغلونا في إعلامهم.
فلله درك يا غزة العزة والكرامة..
ولكم منا الدعاء يا أبناء الإسلام المعذبين في أنحاء الأرض ولا نملك غيره، ولكن يقيننا بخالقنا ومولانا جلّ في علاه أنه معكم وناصركم وما النصر إلا من عند الله .
ولا نامت أعين الجبناء من سخّروا حدودهم وأموالهم ورجالهم لحرب إخوانهم المستضعفين.
خاتمة:
أسأل الله لنا ولكم القبول في خواتيم هذا الشهر الكريم ولأهلنا في غزة النصر والتمكين .
وبإذن الله نلتقي (في ظلال الأيام) من جديد بعد عيد الفطر السعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى