كرسي الرئاسة الأولى (الخلافة)

> حسين زيد بن يحيى

>
حسين زيد
حسين زيد
يتميز الرئيس هادي عن غيره من الرؤساء أن لدية ثقافة وخبرة علمية ومهنية عالية وكبيرة، مسيرة ابتدأها من أكاديميات المملكة المتحدة العسكرية (بريطانيا)، إلى كليات القاهرة العسكرية، واختتمها في الأكاديميات العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي سابقا.
المميز في هذه السيرة الذاتية تداخل المهارات العلمية المكتسبة مع يوميات تدرجه في سلم الوظيفة العامة العسكرية والسياسية حتى تسلمه مسؤولية كرسي الرئاسة الأولى في صنعاء، ومع ذلك الكم المعرفي والعملي المتميز للرئيس هادي، إلا أنه يظل إنسانا وبالتالي عرضة للتقديرات والحسابات غير الموفقة أحيانا أخرى.
الإشكالية أن درجة الخطورة تزداد إذا تمت عملية اختراق محترفة لمطبخه السياسي من بقايا فساد عناصر النظام السابق المؤتمري الإصلاحي الاشتراكي.. إلخ.
احتراما لمكانته وقدراته التي لا يستهان بها، وقلقا عليه وحبا فيه، نرجع بالذاكرة الجمعية إلى فترة تاريخية سابقة مشابهة للمرحلة التاريخية المعاصرة بعد الموت المفاجئ للرئيس جمال عبد الناصر، دُفع دستوريا ودون استعداد نفسي مسبق بالمناضل المخضرم محمد أنور السادات إلى تسلم كرسي الرئاسة الأولى في مصر.. حتمية الصراع والتناقض بين بقايا النظام الشمولي السابق مع توجهات الرئيس السادات الديمقراطية دفع للمشهد السياسي المصري معارضات من قبل الشيوعيين والناصريين (اليسار) للنظام الجديد، وبرجماتية تنظيم الإخوان المسلمين وانتهازيته دفعته إلى عرض صفقة إطلاق سراحهم من المعتقلات مقابل التكفل للرئيس السادات بتصفية خصومه اليساريين لأن عين الإخوان على كرسي الرئاسة الأولى (الخلافة).
في الوقت الضائع ودون سابق إنذار وجد الرئيس السادات نفسه أمام الإخوان وجها لوجه، فالتقديرات والحسابات الخاطئة للرئيس المؤمن السادات باستئجار مليشيات الإخوان دفع ثمنها بالإطاحة برأسه بطلقة متأسلمة وعلى الهواء مباشرة.
التاريخ يكاد يعيد الانتهازية السياسية ذاتها على المشهد السياسي اليمني بعد الثورة الشبابية اليسارية التي دفعت المصالح الدولية إلى التوافق حول جمهورية الرئيس هادي الانتقالية. إخوان اليمن ممثلين بحزب الإصلاح التكفيري بدؤوا بطرح أنفسهم عصا غليظة بيد الرئيس في مواجهة خصوم اصطنعهم له إعلامهم المضلل، فإذا افترضنا جدلا تمكن حزب الإصلاح ودواعشه من القاعدة وأنصار الشر والسلفيين من هزيمة أنصار الله / الحوثيين و الحراك الجنوبي بضربة واحدة، فالسؤال الذي يطرح نفسه: بعد الانتصار هل سيرحلون بسلام إلى دكة التقاعد أو ستتجه أنظارهم زحفا دمويا نحو كرسي الرئاسة الأولى (الخلافة)؟!.
لا أحد يشكك بدهاء الرئيس هادي ومهاراته القيادية وقدرته على المناورة أمام ضحالة التسول الرخيص من الإصلاح التكفيري بعرض خدمات ميلشياته كمرتزقة للإيجار، مع ذلك لفت النظر إلى خطورة الأمر من باب التحرز من الوقوع فيه وكما يقول المثل: “ما يقع إلا الشاطر”، أما المراهنة العدمية على خلاف الإخوان مع السعودية أكذوبة باعتبار الإخوان والإصلاح وداعش والقاعدة وأنصار الشريعة والسعودية يقفون معا على قاعدة الفكر الوهابي السلفي التكفيري.
إن الوصول المفاجئ للإخوان المسلمين إلى السلطة بمصر على ظهر ثورة 25 يناير الشبابية اليسارية أظهر للعلن تنافس الإخوان والسعودية على بيع بضاعة الخطاب الديني والتسابق على دور الشرطي الأمريكي بالمنطقة.
* منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى