يوليو والعيد .. وأم أيمن

> نعمان الحكيم:

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
ها هو يوليو يكاد يولي وبه نكون قد أكملنا رمضان، وعيَّدنا وفرحنا، رغم أن يوليو فيه من الآلام والأحزان الكثير الكثير، ومن هذا الكثير، وبعيداً عن السياسة وبالالتفات إلى الأعلام المنيرة، نتذكر من فقدناهم في يوليو وخاصة في آواخر أيامه، التي تصادف أعيادنا الجميلة ومنها (عيد الفطر) نتذكر البعض ممن لا يحلو العيد لأهلهم بعد فقدانهم، ولكنها سنة الله في خلقة، فسبحانه على كل حال والحمدلله أولاً وأخيراً.
ففي (27 يوليو) نتذكر مرور العام الثاني لرحيل الصوت الرخيم والوجه الجميل المثقفة الرائعة الأستاذة نبيلة حمود (أم أيمن) نتذكر هذا التاريخ وتعود بنا الذاكرة إلى أيام الشباب، أيام العطاء والراءة والأخاق العالية، نتذكر هذه الإنسانة العظيمة حقيقة، وقد تزاملنا في الإذاعة والتلفزيون، من خلال البرامج الخاصة بالتلاميذ والطلاب، التي كنا نتشارك في إعدادها وتقديمها، وقد كانت النبيلة المثال الرائع الذي نستفيد منه، بالرغم من فهمنا لعملنا التربوي 100 %، لكنها كانت تتفوق علينا، وكانت بصماتها تضفي الكثير على إنجاح البرامج، هكذا كانت الغالية (أم أيمن) رحمة الله عليها، وقد أسعدني كثيراً أن تعرفت على أيمن المذيع المتألق، وعرفت أن نبيلة لم تمت مادام أيمن يعيش ويحيي ذكراها، كما تأكد لي أن صوت نبيلة لم يخفت، فهو إلى جانب خلوده في عقول وقلوب من عرفها وعمل معها، يظل في الأثير الإذاعي والتلفازي حياً ما بقيت هذه الوسائل، كما أن (حي وحي وحي) من خلال (نبيلة الصغيرة)، نبيلة أمين شقيقة أيمن وأخريات من شقيقاتها، وهم كلهم ثمرات يانعات لأبوين إعلاميين جمعتهما الحياة بحب وسعادة وعطاء أثمر أسرة طيبة لها )عطر ومسك هذه المدينة الأزلية الساحرة).
عامان يمران.. ونبيلة حمود لم يتم النظر لمستحقاتها، على الأقل إكراماً لعطائها بعد موتها، فدرجتها الوظيفية (مدير عام) لا تحتاج إلى جهد كبير، بل هي بحاجه لأناس لهم ضمير وعقل ووفاء، فاليوم نبيلة والغد هم، في هذا المسار، وكم يحز في النفس أن نسمع أنين الأب المكلوم (أمين)، وهو يقول كلاماً على شريكة حياته يذوب له الصخر، فهي التي ما زالت في قلبه
وعقله ووجدانه، وهي التي يتذكرها كل لحظة، ولا يصحو إلا وهي في مخيلته، ولكن عندما تسأله عن الراتب، يتحفظ ولا يريد الكلام، ونعرف حينها أن درجة المرحومة لم تسو، ولم يعطَ لها ما كانت تستحقة وما هي أهل له، لكن بموتها ماتت الضمائر على ما يبدو، ولكننا نذكر المعنيين بأن الحياة الدنيا فانية وأن الحقوق ضمانة أكيدة لرضا الله عنا.. وقد قال الشاعر الحكيم: “وما الدنيا بباقية لحي .. وما حي على الدنيا بباقي”.
وبقيت مسألة ثانية نطرحها على رئيس قطاع الإذاعة الإعلامي المعروف يسلم مطر، تلك هي الدرجة الوظيفية (لنبيلة البنت) التي ما تزال تعمل بعقد، وحتى العقد لم ينجح بالإتيان بشيء يريح نبيلة الأم في تربتها الطاهرة، كما هي مناشدة للإعلامي الكبير الأستاذ نصر طه مصطفى، وهو الإعلامي قبل أن يصبح وزيراً، نناشده بأن يعجل في استحقاقات المرحومة العلم الأم نبيلة حمود، طيب الله ثراها.. وكذا منح درجة وظيفية للإذاعية الشابة نبيلة أمين، فذلك سيكون له وقع لدى الأسرة الإعلامية كلها، ولدى أسرة المرحومة (أم نبيلة)، وذلك لن يكلف الكثير، إذا كنا نؤمن بأن ذلك هو أبسط الحقوق لمن خدموا الإعلام والوطن حتى الممات، كما أنه مبادلة الوفاء بالوفاء، وعيد سعيد على الجميع!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى