صبراً يا أهلنا في غزة المجد والصمود

> يحيى عبدالله قحطان:

>
يحيى قحطان
يحيى قحطان
ونحن نعيش أياما وليالي مباركة في شهر الصيام والقيام، الذي تشرق فيه شموس العقيدة التوحيدية والفتوحات والأنوار المحمدية والانتصارات، والنفحات الربانية والبركات، لتلامس بشاشتها القلوب المؤمنة التي تزداد إيمانا فوق إيمانها وثباتا فوق ثباتها وصمودا فوق صمودها وجهادا وبذلا وتضحية وفداءً في سبيل إعلاء كلمة الله في أرضه.. كلمة الحق والعدالة والحرية.
في هذا الشهر الفضيل يجدر بأمتنا الإسلامية أن تتذكر أن هناك إخوة لنا في فلسطين العربية وفي غزة المجد والصمود يواجهون هذه الأيام إبادة جماعية ومجازر وحشية من قبل العدو الصهيوني الإرهابي، وبمباركة ودعم الإدارة الأمريكية والدول الغربية وتخاذل الدول العربية والإسلامية.. إنها جرائم حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلا يهتز لها الضمير الإنساني الحي، وتكاد السماوات يتفطرن لهذه المجازر الوحشية وتخر الجبال هدا لجرائم بني صهيون.
إن المأساه التي يتعرض لها اليوم أهلنا في غزة العزة والشموخ هي في الحقيقه مأساة الأمة العربية والإسلامية، إنها التآمر السافر والبشع على الشعب الفلسطيني، وعلى مقدساتنا الإسلامية ومصائر أجيالنا.
إن ما يتعرض له اليوم أهلنا في غزة من مجازر وحشية، وحصار وتجويع وتشريد واعتقالات، وقصف الطيران الأمريكي الإسرائيلي لهدم المساكن والمساجد والمستشفيات على رؤوس ساكنيها، وقتل النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين، ومنع المصلين من تأدية الصلوات في المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك سيظل وصمة عار في جبين أمتنا العربية والإسلامية وفي جبين الإنسانية جمعاء، وذلك بسبب تقاعسها وتخاذلها وعدم نصرتها للشعب الفلسطيني المكلوم والمظلوم، بل ويعد ذلك خروجا سافرا على قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ومواثيقها الدولية وعدوانا صارخا على الأمن والسلم الدوليين، ومن المفارقات العجيبة، بل والتآمرية أن الإدارة الأمريكية والدول الغربية تبارك وتدعم العدوان الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين، وتصرح بأن من حق إسرائيل المعتدية الدفاع عن نفسها بارتكاب المجازر الجماعية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، والحصار والتجويع والغزو الجوي والبري والبحري على غزه وضواحيها، وفي الوقت نفسه نراهم لايسمحون للفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم، بل نجد الصهيونية العالمية وحلفاءها يخادعون الله والرأي العام العالمي، ويزيفون وعيهم متهمين الإسلام والمقاومة الفلسطينية الباسلة بالإرهاب، متناسين أن الإرهاب هو صنيعه تلمودية صهيونية صليبية. الإرهاب هو استيلاد إسرائيل النازية والإرهابية سفاحا في فلسطين العربية، وتمكين إسرائيل من امتلاك السلاح النووي التدميري والصاروخي والقبة الحديدية وأسلحة الدمار الشامل، لتهلك الحرث والنسل وتسوم الفلسطينين والعرب والمسلمين سوء العذاب، مذكرين أن الله - عز وجل- قد أعطى الحق للشعب المعتدى عليه أن يرد العدوان بكل الوسائل الممكنة:“ولمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ما عليهم من سبيل”.
إن شريعة الغاب في قاموس الحلف التلمودي الصهيوني الصليبي يقضي أن قتل صهيوني واحد أو غربي أبيض عنصري جريمة لا تغتفر أما قتل المئات، بل الآلاف والملايين من أمتنا العربية والإسلامية مسأله فيها نظر . وصدق الله القائل: “ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا”.
ولاريب فقد أثبتت الأحداث بما لايدع مجالا للشك اختلال ميزان الشرعية الدولية،وانحياز الدول الغربية والمجتمع الدولي الكامل للعدو الصهيوني الإرهابي حيث يمدونه بأسباب القوة والبقاء والتفوق والعدوان على شعوبنا، كما كشفت الاعتداءات الأخيرة على غزة الإسلام والشموخ زيف منظومة القيم الغربية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن وما يسمى بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإشاعة الحريات العامة ومبادئ الديمقراطية والسلام العالمي، حيث أصبحت تلك القيم والمبادئ كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، وتبين للخاص والعام عدم مصداقية الشرعيه الدولية في تنفيذ قراراتها ومواثيقها، وإقرار مبادئ العدالة والسلم العالمي وحقوق الإنسان، ومنح الشعوب المستضعفة والمحتلة حقوقها المشروعة، وإعطائها الحق في تقرير مصيرها، ومقاومة المحتل بكل الوسائل، وفقا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة.
في 24/11/1970م صدر قرار الجمعية العامه للأمم المتحدة رقم (2625) الخاص بإقرار مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها .
وفي ديسمبر 1972م صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (2955) الذي نص على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي شرعية سبل التحرر من الاستعمار والسيطرة الأجنبية، بكل الوسائل المتوفرة .
وفي 24/12/1974م أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها رقم (2319) في الفقرة رقم (3246) شرعية كفاح الشعوب في سبيل التحرر من السيطرة الاستعمارية والأجنبية والقهر الأجنبي بكافة الوسائل المتاحة بما في ذلك الكفاح المسلح وتقدم لها المساعدات المعنوية والمادية وغيرها من أشكال المساعدة في كفاحها في سبيل حقها غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وفي 10/11/1975م في الدورة الثلاثين للجمعية العامة للأمم المتحدة صدر قرار رقم (3382) ونصه : "تؤكد الجمعيه شرعية كفاح الشعوب في سبيل الاستقلال والسلام الإقليمي في التحرر من السيطرة الاستعمارية بجميع الوسائل بما فيها الكفاح المسلح" وهنا يتساءل الضمير الإسلامي والعالمي: أين الشرعيه الدوليه ياحماة الشرعية ؟ أين حقوق الإنسان يامجلس الأمن ؟ أين الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين يامن تدعون أنكم تمثلون العالم الحر المتحضر؟ كيف ذلك وإسرائيل الإرهابية تعيث في غزة وفلسطين فسادا وحصارا وتقتيلا وتنكيلا وتشريدا بدعم أمريكي غربي.
"ألا إنها لاتعمى الأبصار، لكن تعمى القلوب التي في الصدور" والله المستعان.
ختاما تحية إكبار وإجلال لأهلنا الصامدين والمقاومين في غزة التصدي والصمود ..غزة الإسلام والشموخ .. تحية لكم يامن تمثلون شرف وكرامة وعزة أمتكم والله معكم ناصرا ومؤيدا، ومهما طال ليلكم البهيم فلا بد و- بأذن الله - أن ينبلج عنه عهدا جديدا وضاءً، وفجرا باسما مشرقا تشرق أنواره وانتصاراته على مآذن الأقصى وقبة الصخرة، وعلى روابي غزة والضفة وجنبات القدس وأكناف بيت المقدس، والله أكبر وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ، سائلين المولى العلي القدير أن يعيد شهر رمضان المبارك على أمتنا العربية والإسلامية بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، وباليمن والخير والبركات، وبالنصر والحرية والتمكين..اللهمّ آمين .. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى