مسكينة يا فلسطين

> مسكينة يا فلسطين.. ﺫﻧﺒﻚ أﻧﻚ ﺟﻤيلة كـ (ﻳﻮﺳﻒ) ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻛــَ (إﺧﻮﺗﻪ) ..أقبّل وجهكِ فوق الجبين.. و أبكي فيك الزمان الحزين.. و أصرخ لآلامكِ و لا أسكتين، فلو كنتُ رجلا لحملت سيفا أو سكينا، فعذرا لأني امرأة بين رجال ..ليسوا صلاح الدين .. أن تعيش في غزة يعني أن يكون الموت أكثر صديق لك وأكثر أحد قريب منك.. أن تكون متيقن أنك إذا نمت هذه الليلة لن تستيقظ بعدها، وأنك إذا رأيت أباك أو أخاك أو صديقك أو أمك وأي أحد من عائلتك تكون على ثقة أنك ربما لن تراهم ..أن تسمع خبر استشهاد أحد كان منذ دقائق برفقتك وأن تفقد بيتك وكل شيء يربطك بهويتك هناك، .. أن ترى مشاهد تقشعرّ لها الأبدان وتبكي كالأطفال عليهم ...لا أعلم ولكن غزة تحمل كل شيء موجع فاكتبوا على قبر غزة أن أبناءها وإخوتها قتلوها حين ضبطت متلبسة بالحب، حب الحرية، حب الحياة فقاموا بإعدامها... أهيلوا التراب على هذا الجسد المتعب بعذابات السنين وآثار السيوف، فقد آن الأوان أن تموت بنياح خافت دون رحمة أو ترحم عليها من قبل كل الذين وقفوا متفرجين على مأساتها، وكل الذين يتلذذون بحكمها دون أن يرف لهم جفن من حجم فظائع الفقر والبؤس والعتمة التي تلفها . فهناك في غزة يسود إحباط لم يكن يوماً بهذا القدر حتى في أسوأ لحظات الحروب، وهناك في غزة يطغي الحزن والألم... هناك في غزة يسجل التاريخ أن هذه البقعة التي شاء لها القدر يوماً أن تعيد بعث الحركة الوطنية، وتحمل على أكتافها عبء التحرير وولادة الفصائل حين تبقت وحدها كمدينة ساحلية بعد النكبة، يسجل التاريخ أنها تموت ببطء أمام نظر الجميع.. غزة سّري الأنيـنَ/ ولا تُسْمعـي فما عادَ في القومِ قلبٌ يعـي/ وما عادَ للدمعِ مـن يحتويـهِ/ فعهـدُ الكرامـةِ فيهـم نعـي/ فصونـي أنينـكِ لا تبذليـهِ/ ولا تستكينـي ولا تجزعـي/ وطيري إلى الأفقِ دون التفاتٍ/ وفوق سماء الخلـودِ ارتعـي/ فما أنتِ إلا كشمـسٍ تـوارت وقـد آذن الفجـرُ أن تطلعـي/ لتحكين للكـونِ قصـة حـقٍ عن النورِ.. عن عزمكِ المبدعِ/ أغزة إن خانـكِ المرجفـون/ ومدوا الأكـفَ إلـى المدعـي/ ستبقين رمز العُلا والصمـود/ وهيهات هيهات أن تخضعـي/ فقولي لكـلِ البرايـا/ أتيـتُ لأروي ثرى العز من منبعـي/ ولا لن أهابَ مـن الحادثـاتِ وكيف أهـاب وربـي معـي؟/ وفي الأخير اللهم إني إستودعتك غزة رجالها و شبابها، نساءها و فتياتها، أطفالها و شيوخها، اللهمّ إنى استودعتك ممتلكاتها و مبانيها و منشآتها.
أسوان محمد الفقيه/ لحج

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى