العيد عيد العافية.. أم الألعاب النارية

> الجميع ينتظر العيد بفارغ الصبر، فهو سر الفرحة التي ننتظرها طيلة العام.. وهاهو العيد قد طل علينا بفرحته وزياراته وأجوائه التي لاتخلو من السعادة الغامرة.
فالمنزل يكون في حالة أنس وبهجة تتسامع منه ضحكات الأهل وجلساتهم التي لا يمل منها وحديثهم الممتع والمتنوع.
ولاننسى فرحة الأطفال بالعيد وتزيين ضحكاتهم وألعابهم كل ركن في الشارع.. ولكن هناك أشياء عطلت علينا فرحة العيد وهي الألعاب النارية الخطيرة في مجملها والتي أصبحت من أساسيات الاحتفال بالمناسبات المختلفة ومنها العيد.
فنشاهد أن أغلب الأطفال ينفقون الأموال الذين يحصلون عليها في العيد (العيدية) لشراء هذه الألعاب النارية الخطيرة.. ونلاحظ تجاهل كبير من الأهالي وعدم المبالاة بخطورة ما يقدمون عليه أطفالهم، فقد توجد الكثير من الإصابات الطفيفة والخطيرة للأطفال.
وانتشرت في الآونة الأخيرة أنواع متطورة من المفرقعات (الألعاب النارية) في مختلف المحلات، وأصبحت أشبه بعيارات الأسلحة في شدة صوتها وقوة تأثيرها في ظل غياب رقابة الأهل.. فماذا سيستفيد الطفل من هذه الأشياء - التي هي في اعتقاده أنها للتسلية - سوى الأذى وأحيانا فقدان أحد أعضاء الجسم مثل العين أو اليد، أو الإصابة بالحروق المختلفة ما لم تصل إلى حالة وفاة بسبب هذه المفرقعات الخطيرة؟.
علينا عدم الاستهانة بالموضوع، لأنه أكبر مما نتخيل ويترتب عليه آثار سلبية أكثر منها إيجابية.. بل وستكون المسبب الرئيسي لضياع فرحة العيد بحصول أمر نخشى حدوثه، فعلى كل الأهالي الانتباه لأطفالهم وتوعيتهم بمخاطر هذا الألعاب النارية على حياتهم وصحتهم، وكذا أن تتحرك الجهات المعنية لمنع بيع هذه المفرقعات في المحلات وللأطفال حتى لا تحدث كارثة.
فالعيد هو أجمل أيام السنة.. فعلينا أن نحتفل به بكل سلام وحب واحترام بعيدا عن الخطر والحزن والاستهتار الذي قد يودي بحياة أطفالنا.
إذاً.. لماذا شوهنا أيام العيد الجميلة، فهي أيام لا تعوضها أية أيام.. ولكننا لاننسى الجانب الإيجابي منها، وهو أننا قضينا أوقاتا ممتعة أثناء التنزه وزيارة الحدائق والبحار والأماكن العامة كالمطاعم والأسواق ومدينة الألعاب الترفيهية.
والأجمل من كل هذا هو زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء .. فقد يأتي بعض الأقارب والأصدقاء من خارج البلاد لتقضية عطلة العيد مع الأهل، وقد يأتون من محافظات أخرى أو مناطق بعيدة.
فالعيد ـ كما يقال ـ عيد العافية، أي عيد الصحة والمتعة واللبس الجديد والطقوس العيدية التي تختلف من مكان لآخر.. فعلينا أن لا نجعل العيد يظهر بمظهر سلبي ويكون عيد الألعاب النارية، فهي تضيع فرحة العيد، فلا توجد أيام أحلى من أيام العيد التي قضيناها وسط جو من المرح والمتعة مع الأهل والأصدقاء والاستمتاع بالوقت، وبقيت في ذاكرتنا وستبقى مهما عشنا في انتظار الأعياد القادمة للاحتفال بها بعيدا عن الخطر والموت.
دنيا حسين فرحان/ عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى