الجرعة وقرار زيادة 250 ألف حالة

> فردوس العلمي:

> قرار الحكومة باستيعاب (250 ألف حالة جديدة) للضمان الاجتماعي قرار يزيد من اتساع رقعة الفقر، فمحاربة الفقر لا تأتي بزيادة عدد الفقراء ولكن بمحاربة الفقر واقتلاع أسباب الفقر، فمنح الفقير معونة لن يقيه الفقر، بل لايجعله يعتمد على نفسه، وإن هذا القرار سوف يزيد عدد الفقراء المعتمدين والمتكلين على إعانات الدولة.
والدولة لها تجربة سابقة في مجال صندوق الرعاية الاجتماعية، وكان المفروض أن تعمل على تقييم تجربة صندوق الرعاية الاجتماعية في اليمن عامة و إعادة النظر في من هم المستفيدون من صندوق الرعاية وتراجع الكشوفات هل هم الأشد فقرا ؟. وقياس مدى صلاحيات صندوق الرعاية هل خفف عدد الفقراء أو زاد عددهم ؟ وهل تحسنت الحالة المعيشية للمستفيدين وأصبحوا يعتمدون على أنفسهم ؟ كل هذا تساؤلات كان المفروض أن يتم أخذها بعين الاعتبار قبل قرار زيادة عدد الفقراء ب 250 ألف حالة جديدة فهذا القرارلن يخدم شريحة المجتمع الأشد فقراً، فكثير من منظمات المجتمع المدنية التي ادعت محاربة الفقر، وكذا الحكومة فشلوا في محاربة الفقر بنظام تقديم الإعانات العينية والمادية، بل بهكذا تصرف زادوا من عدد الفقراء، حتى من كان يعتمد على نفسه ذهب لتلك الجمعيات وصندوق الرعاية لينتظر حسنتهم؛ لأن كل هؤلاء اعتمدوا أسلوب (اعتمد عليا أنا موجود) وكان من الأفضل - لوعلّموا كل فرد من أسر المستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية، ومن المستفيدين في قوائم المنظمات والجمعيات الأهلية كيف يعتمد على نفسه فقد قيل من زمان (لا تعطني سمكة، بل علمني كيف اصطاد) وإذا تم توفير فرصة عمل واحدة كانت كفيلة لمحاربة فقر أسرة وهنا ستكون محاربتهم للفقر محاربة صحيحة، لأن هذا الأسلوب المتبع الآن يزيد عدد حالة الفقر والاتكالية والاعتماد على الغير وينتج عدد إضافي من المتسولين والشحاتين.
لمؤسسة (التضامن) تجربة جيدة في هذا المجال في منطقة البساتين من خلال المشروع الممول من المفوضية السامية لشئون اللاجئين للإقراض والخاص بالاعتماد على الذات، فمن خلال هذا البرنامج استطاعت المؤسسة من خلق فرص عمل وإيجاد فرد عامل في المجتمع من خلال منح المستفيدين قروض بيضاء، فالمشروع يهدف إلى المساعدة في تحسين المستوى المعيشي للنساء اللاجئات في وطن اللجوء لتعزيز حق النساء اللاجئات في المشاركة المجتمعية وإدارة الذات، وتعمل المؤسسة على إكساب مالكات الأعمال الصغيرة المعلومات الخاصة بالمشروعات الصغيرة حتى تكون لديهن معرفة في كيفية تشغيل الأعمال التجارية الصغيرة من خلال تنمية المهارات والقدرات لمالكات الأعمال الصغيرة، واستثمارها في الأنشطة والمجالات الإنتاجية تعمل على زيادة الدخل و تحويل الفئات المستحقة لمساعدة القادرات على الإنتاج إلى فئات تنموية تعتمد على ذاتها، كما تسعى المؤسسة إلى تشجيع مالكات الأعمال التجارية الصغيرة على اقتحام مجال العمل الحر؛ للاندماج في سوق العمل، والتفاعل مع متغيرات السوق، ورغبات العملاء، ومعرفة احتياج السوق وتقديم الاستشارات، وتنمي قدراتها العملية من خلال التدريب .
وبلغ عدد المقترضات من 2007 إلى 2013 (604) مقترضة منها (415) مشروع نشط وحققوا فرص بلغت (119 فرصة عمل للغير).
أثمر هذا المشروع في منطقة البساتين- وهو مشروع بسيط يعتمد على معونة بسيطة تديرها مؤسسة أهلية- أن يخلق فرص عمل للآخرين فإذا تبنت ممثلة بصندوق الرعاية مثل هذا المشاريع بدلا عن الإعانات سيثمروسوف يحقق نجاحات كبيرة وناس ستعتمد على ذاتها أفضل من صندوق رعاية يخلف المزيد من الفقراء.
كتب / فردوس العلمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى