رسالة إلى أمي

> عندما يعجز التعبير عن وصف شيء فلابد أن يكون أسمى من كل شيء.. وتحديدا عندما يكون هذا الشيء هو (أمي) التي أفنت عمرها في إسعادنا وتوفير كل سبل الراحة لنا وضحت من أجلنا بالكثير من الوقت والجهد، وكثيرا من الألم والتعب دون أن تشعرنا بشيء سوى ابتسامتها الجميلة التي رسمتها كي تخبئ ما بداخلها من جروح زرعها الزمن. ربما يأخذنا الزمن وتخوننا أحيانا العبارات وربما ننسى أن نشكرها بكلمات قليلة أو نثلج صدرها الحنون، بأن نحضنها ولو لدقائق أو نقبل رأسها ويديها، لكن لا يعني هذا أنها لا تهمنا، بل هي تعني لنا الحياة وأجمل ما في الحياة.. إنها موجوده في دربنا الطويل لتنيره بدعواتها المتتالية وصلواتها المتتابعة لتصل إلى أبعد مدى، وتخترق عمق السماوات لتصل إلى من يستجيب لها، وتنسى في زحمة الحياة وشدة حبها لنا أن تدعو لنفسها ولو بدعوة صغيرة. تظل هي الشمعة التي تحرق نفسها من أجل أن تنير لنا ظلمات الليل عندما يشتد بنا الهم ويحيط بنا الغم، ولا نريد أن نخبر أحداً نجدها وحدها تعرف به وتحاول أن تهونه علينا، بل تعتصر ألماً لأننا لسنا بخير، إذا فهي وحدها تستحق كل الحب والاحترام والتقدير.
فأقول لك يا أمي في يوم ميلادك.. بعد أن أقبل رأسك الزكي ويديك الناعمتين، شكرا لكل ما قدمته لي من حب منذ ولادتي إلى أن صرت الآن في هذا المكان الذي أنا فيه واقفة سواك سنداً لي بعد الله.
شكراً لك يا أمي لأني كنت أجدك وأنا متعبة أعاني الحمى ولا أستطيع النوم فأنت أول الحاضرين وأول الساهرين عندما كان الكل نيام لايشعرون بشيء وأنت وحدك بجانبي إلى ان أُغلقت عيني لأنام بسلام.
شكرا لك يا أمي لأنك سامحتني على تقصيري بكل حب وتفهم وعفوية دون أن تشعري الجميع بأني أخطأت في حقي وحقك. شكرا يا أمي لأنك لم تحرميني من شيء تمنيته مهما كان صغيراً أو كبيراً.. ولأنك الملاك الذي حقق لي كل أمنياتي دون أن يطلب مني شيئا سوى أن أبتسم وتعلو ضحكاتي.
شكرا لأنكِ في حياتي.. فأنا احتاجكِ كثيرا رغم تظاهري بالقوة.. وأصبحت قادرة بالاعتماد على نفسي، سأظل أنا طفلتك التي كانت وستبقى تفخر بكِ.. وأعدك أنني لن أخيب أملك وسأبقى أحبك بعد الله سبحانه وتعالى.. فأريدك أن تبقي مثلي الأعلى صامدة حتى تبقى قوتي مستمدة منكِ.
سامحيني يا أمي إن كنت لا أفتح لك ما بداخلي، ولكن ما لا تعرفينه أن الصمت هو أبلغ لغة للكلام، وها هي كلماتي اليوم خير دليل على ذلك.. فأنت الحب، وكل عام وأنتِ معنا بألف خير.. أتمنى من الله لك عمرا مديدا.
دنيا حسين فرحان /كريتر - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى