الغرب والإسلام والاقتصاد اللإسلامي

> ماذا قال المستشرقون غير المسلمين عن رسول الله محمد )صلى الله عليه وسلم(؟. إن المنصفين من المشاهير المعاصرين عندما اطلعوا على سيرة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يملكوا إلا الاعتراف له بالفضل والنبل والسيادة، وهذا طرفٌ من أقوال واحد منهم نختصه بالذكر لأنه ذكر شيئين أردنا تحليلهما: برناردشو له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته السلطات البريطانية، نذكر من كتابه شيئين مهمين يتعلقان بالإسلام والاقتصاد الإسلامي.
وعن خوف الغرب من شمول دين الحق على الكون أجمع يقول برناردشو: “إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّ أمر العالم اليوم لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها”.
وعند تحليلنا فإن رجال الدين حتى العصور الوسطى هم من كانت لهم اليد العليا في إدارة شؤون البلاد والتأثير على صانعي القرار، فقد وجهوا كل جهودهم وأفكارهم ضد الإسلام كدين ينبذه الغرب ويكذبه رغم ما أنزل في كتبهم التي لم يستطيعوا تحريفها إلى الآن.
أما الآن فإن تأثيرهم على صانعي القرار ضعيف بسبب التهاء الغرب أنفسهم عن التواصل الفكري مع الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية وانشغالهم بالتطور الصناعي والاقتصاد المالي والعالمي والتقنيات الحديثة والتكنولوجيا مع التركيز على الفرق بأن “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للدين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون”.
كما أن من النصارى من لديه الحقد والكراهية للإسلام وستزداد هذه الكراهية عند تدمير الاقتصاد الرأسمالي الزائف القائم على الربا والظلم والقتل ومن يريد أن يرى العداوة من الغرب ضد الإسلام كدين فلينظر إلى فلسطين فقط، فهي المكان الوحيد الذي يعبر فيه عن كراهية الغرب والماسونية للإسلام، أما باقي دول المسلمين فأعتقد أنها مسائل تتعلق بالاقتصاد الإسلامي أكثر مما هي عليه من حقد وكراهية تجاه الإسلام والمسلمين.
ويقول برناردشو: “إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، وهو خالد خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة” (يعني أوروبا).
ولا يعني هذا التحليل بأن الغرب قد رضوا عنَا أو لتقليل العداوة بينهم وبين الإسلام، ولكن الغرض توجيه الناس بما يفكر به الغرب حاليا بالاستيلاء على الموارد الاقتصادية، وإذا تساوى الناس زادت أحقاد الغرب أضعافا مضاعفة عما كانت عليه في القرون الوسطى.
نبراس عبدالجبار مصطفى / عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى