الجرعة التي انتصر لها الحوثي.. قادت إلى أين؟

> يكتبه / عامر علي سلام

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
الجرعة التي قصمت ظهر البعير.. هكذا هي الأمور تبدأ بأصغر الأشياء، فالحكومة التي أرادت أن تجرع الشعب الطافح جرعة جديدة هي في نهاية الأمر غير مستفيدة لأننا متأكدون بأن ريالا واحدا لم يذهب إلى خزينة الدولة من يوم إعلان الجرعة، وهل هذه الجرعة استطاعت أن تعيد للدولة عجزها في الميزانية؟. واستفاد من ذلك الحوثي تماما في استغلال الظرف الاقتصادي المعيشي لأبناء الشعب، وإعلان الثورة الحوثية على الحكومة والجرعة، وتنفيذ مخرجات الحوار على الطريقة الخاصة بهم، والتي كانت طويلة في عمران والجوف خلال الفترة الماضية، إلا أنها مقدمة لتصفية الحسابات باحتلال المعسكرات أولا وتعزيز الثقة العسكرية وجاهزيتها مع الزخم الثوري الجديد والمتألم بالجرعة الأخيرة إلى الأخذ بالثأر من ماضي الحروب الست على صعدة.
مفارقات المشهد السياسي وواقع الحال في صنعاء ما هو إلا نتاج للتراكمات السياسية (التي كانت معالجاتها تسير ببطء وتوافق هزيل يقوده الرئيس وجمال بنعمر) وكأن البلاد محتاجة للتراخي وعودة من سقطوا من الحكم إليه بمبادرة خليجية أضرت اليمن على المدى البعيد أكثر من الاستفادة المؤقته لها، فهل الحوثيون بحاجة لحكم اليمن الآن في هذا الظرف السياسي العالمي والعربي؟.
هل هم بعد تحقيق هذه الانتصارات المؤقتة والآنية والتي لم تكن لتتحقق لولا هشاشة قوة النظام أو ما تبقى منه يستطيعون السيطرة على صنعاء؟ أم هي لعبة الأدوار الثلاثة لكسب رضا الشعب والأنصار ورد الاعتبار التاريخي للوجود المذهبي الزيدي في شمال اليمن، إظهار القوة للآخرين بمعنى نحن موجودون على الأرض ولنا ما لغيرنا في كل شيء (الحكم/ السياسة/ الثروات) لنا شروطنا في البقاء أو المشاركة أو تنحي هؤلاء (الإخوة الأعداء)، ورسالة للرئيس المؤقت بأنك بنا فقط تستطيع أن تبقى في الواجهة، الاتفاق أو الهدنة أو نسميها ما نشاء ما هي إلا أضحوكة إعلامية هزلية لا تأتي إلا بعد التخلص من رموز المتنفدين والفاسدين في نظر الحوثيين.
وقد يقول قائل إن ما يحدث في شمال اليمن لا يوثر على جنوبه أو إنها تكرار حكاية التكفير والترهيب والقتل التي مؤرست في 1994م، ها هي تتكرر في أهلها، إلا أن الأمر في كل الأحوال لن يقتصر على شمال دون الجنوب، لأننا في الأخير وبالذات في المحافظات الجنوبية لازلنا تحت هيمنة واحتلال السلطة القادمة من الشمال، وربما تتغير السياسات، ولكن الأمر يدعو إلى التيقن بأن القادم دوما من الشمال أيا كان فصيله أو نوعه أو معتقده فإنه لن يفرط بالجنوب وخيراته، لذا على القوى الجنوبية الصادقة أن توحد صفها التاريخي والوطني، وتنتقل من الحراك السلمي الجنوبي إلى حراك وطني جنوبي يستمد قوته من أبنائه على أرضهم وحماية ثرواتهم وفرض أجندتهم الوطنية بالسلم أو القوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى