قــضيــة قــنــاة (سهيــل)

> محمد ناصر البخيتي

> لا يوجد في المنطق السياسي ما يبرر اقتحام قناة (سهيل) لذلك أنا أتفهم موقف الرافضين لهذا التصرف سواء كانوا من أنصار الله أو من غيرهم، و أنا في الحقيقة كنت أحدهم، ولكن علينا أن نعي أن ذلك التصرف لا يتعارض مع منطق العدل الإلهي، لأن حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر كان لهما الدور الأبرز في كتم صوت صحيفة ومطبعة “الأيام” التي كانت تعبر عن صوت الإنسان الجنوبي، وكانت مؤهلة لتكون أبرز مؤسسة إعلامية يمنية في المستقبل، حيث قدرت بعض المؤسسات الدولية المتخصصة خسائرها بمائتين وخمسين مليون دولار نتيجة لإغلاقها.
صحيفة ومطبعة “الأيام” كانت أنجح مشروع إعلامي يمني اعتمد على نفسه، ولم يعتمد لا على دعم حزبي ولا على موارد الدولة ولا على الأموال المنهوبة، كما هو حال قناة (سهيل) وصحيفة (أخبار اليوم)، أسس وطور تلك المؤسسة أسرة باشراحيل العدنية والعريقة في العمل الصحفي والتي بدأت عام 1958، تلك الأسرة لم تعرف منطق السلاح ولم تعرف منطق الحزبية، وتأقلمت بحكمة وصبر مع كل التعاريج والمضايق السياسية إلى أن جاءت الأيادي الهمجية من الشمال لتكتم ذلك الصوت الحر القادم من الجنوب.
كان لكتم ذلك الصوت المستقل والمسالم تأثير كبير على نفسية الجنوبيين الذين شعروا أنهم فقدوا آخر ما يعبر عن هويتهم وقضيتهم بعد أن نهبت نفس الأيادي الهمجية أرضهم ومؤسساتهم وقطعت أرزاقهم. مؤسسة وصحيفة “الأيام” لم يكن لها حزب أو مليشيات مسلحة تحميها، فقط حارسها أحمد المرقشي الذي اعتقل وحكم عليه بالإعدام.
قناة (اليمن اليوم) استهدفت وأغلقت بتحريض ومباركة (الإخوان المسلمون) وعلى رأسهم حميد الأحمر وعلي محسن.
قناة (المسيرة) تعطلت عن العمل أكثر من سنة بسبب احتجاز أجهزتها في مطار صنعاء بتوجيه من حميد الأحمر عبر وزير الداخلية السابق عبد القادر قحطان، ولاتزال هناك أجهزه تابعة لها محتجزة في المطار حتى اليوم.
رغم ذلك لا زلت أتفهم غضب البعض من اقتحام قناة (سهيل) لأن من الصعب تبرير ذلك بمنطق سياسي، كما أن تلك الخطوة أثارت الكثير من البلبلة في وقت نحن في أمس الحاجة لطمأنة الناس، ولكن تذكروا أن ذلك لا يتعارض مع العدالة الإلهية فكما تدين تدان.
على أنصار الله معالجة قضية قناة (سهيل)، كما أن على الآخرين معالجة قضية صحيفة “الأيام” وتعويضها، وكذلك قضية قناة (اليمن اليوم).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى