تــغريـــدة الــعيــد

> مريم سعيد الهارش

> صوت المصلون يهلل من هنا ومن هناك ومن بعيد ومن قريب بتكبيرات العيد، وأصوات الحجاج من ذلك التلفاز، ولون البياض الذي يرتدونه والشوق ولو بركعة في الأراضي المقدسة، وحماسنا مع أصواتهم في التهليل العالي “الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر”، والتكرار للتهليل، وتنشرح صدورنا لسماعها خطبة العيد من أحلى الخطب الذي يشتاق إليها المسلم في زاحم هذه الحياة، هناك السكاكين التي تتباهى بأحلى أضحية يتم ذبحها، ورؤية الأطفال بملابسهم الجميلة والرائعة، ونظرة الغرور التي يرونه لبعضهم البعض ببراءة الطفولة، وتنافسهم بما لبسوه، خروج المصلين بزحام شديد في صفوف كثيرة ومنتشرة في تلك الناصية، وتلك المصافحات في العيد حيث تكثر لدرجة أن الأيادي تناظر العيد لتلامس يد أخاها المسلم، أمسيات ليلية لكل العائلات وزحام عائلي لاحصر له، منذ أوائل العشر والكل مشغول يخطط أين سوف نذهب أولاً بيت الجدة أو العمة أو.. أو.. جدول مليء بالحب العائلي العيدي، ولا ننسى رائحة الكعك، وطعم التمر والقهوة مع المصلين له مذاقه الخاص، وطعم الإحساس بالآخرين له طعم أيضاً خاص، فنحن ذاهبون إلى مساجدنا عائدون إلى بيوتنا، مسلمون على بعضنا البعض، ولكن علينا في هذا اليوم ألا ننسى الفقراء والمساكين فهناك من لا بيت له ولا مأوى يجمعه مع إخوانه، لا هم لهم سوى غطاء يحميهم البرد القارس، فيجب تفقد هؤلاء والتصدق عليهم حتى تعم الفرحة بين أوساط المسلمين.
فعلينا أن ندخل العيد في كل قلب من لا يشعر به، قلب كل يتيم، ومسن تركه أولاده، ومستور لايجد أضحيته أو كسوة لأولاده، لن تغرد قلوبنا بالعيد إلا إذا غرد معنا هؤلاء، صحيح قد لا نصل إليهم جميعاً لكن أقربهم إليك أحوجهم إلى أن تشاركه في تغريدات العيد، لن يكلف الكثير سوى مسحة رأس وهدية صغيرة ليتيم، وزيارة لذلك المسن الذي يفرح بمن أخفاه خلف وجهه المجعد، وتمسح دموع الفرح بزيارتك له، وقطعة صغيرة من أضحيتك تشاركها مع ذلك المستور أو حتى لإناء صغير من مرق أضحيتك، ودعوة بالخفاء لإخواننا الذين أراضيهم تحترق بنيران الحرب فهكذا هو العيد.
وأن ما يحز في النفس هو صوت تلك المفرقعات وكثرتها في هذا اليوم الفضيل ناهيك عن صوت الرصاص الذي يسبب الخوف والإزعاج بين الناس.
**مريم سعيد الهارش المنصورة عدن**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى