مأرب.. اللجنة الرئاسية تتعثر وبوادر الحرب تلوح في الأفق

> مأرب / صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> تزداد الأوضاع في محافظة مأرب توترا مع نزول اللجنة الرئاسية المكلفة بنزع فتيل الحرب والمواجهات بين القبائل المسنودة من حزب الإصلاح من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى.
وقالت مصادر محلية بمأرب لـ«الأيام» إن الوفد الرئاسي الذي يرؤسه وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ووزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح ومسؤول الأمن برئاسة الجمهورية وصل أمس ظهرا وعقد اجتماعا بالقبائل والمشائخ والوجهاء في المحافظة من أبناء مأرب باستثناء مشائخ ووجهاء مناطق التوتر السحيل ونخلاء.
وأكد المصدر أن الوفد جمع عددا غير قليل من أبناء المحافظة ووجهائها وتواصل بمشائخ منطقة السحيل ونخلاء إلا أن الاجتماع الذي بدأ بعد عصر أمس الثلاثاء لم يكن فيه أي ممثل عن مناطق التوتر، ما يعني بقاء الوضع متوترا ومتأزما.
من ناحية أخرى أكد مصدر قبلي بمنطقة السحيل لـ«الأيام» أن مشائخ ووجهاء السحيل ونخلاء ومأرب عموما ومن استجابوا لنداء الحق من القبائل الأخرى رفضوا حضور الاجتماع بسبب الصيغة الجاهزة - كما أسموها - التي جاءت بها اللجنة الرئاسية وهو ما يرفضه مشائخ وعقلاء ووجهاء مأرب جملة وتفصيلا، في إشارة إلى ما اتفقت عليه اللجنة الرئاسية في اجتماع عقدته أمس الأول في صنعاء، بحضور ممثل الحوثي المسؤول العسكري للجماعة أبو علي الحكم، وتم الاتفاق على إحداث تغييرات إدارية وعسكرية وأمنية عبر ما أسموها (تغييرات ناعمة).
وطبقا لمعلومات حصلت عليها “الأيام” فإن يوم أمس احتشد المئات من قبائل البيضاء لمساندة قبائل مأرب فيما يسمونه عرف الأخوة والقبيلة في إطار محافظات إقليم سبأ أو جيشه الشعبي الذي سبق وشكلته القبائل الموالية لحزب الإصلاح وتنظيم القاعدة في حرب الحوثيين على الجوف العام الماضي.
بمقابل ذلك أكدت مصادر أخرى وصول مئات المسلحين إلى المعسكرات التي يرابط فيها الحوثيون في منطقة المفرق من قبائل صعدة والجوف وعمران وصنعاء.
في غضون ذلك أشارت مصادر قبلية ميدانية إلى تحرك جماعة الحوثي يوم أمس إلى المناطق المقابلة لمنطقتي السحيل ونخلاء في مأرب.
وقالت إن المئات من مسلحي الحوثي انتشروا على الحدود المقابلة للمنطقتين استعدادا للمواجهة والاجتياح لمأرب.
**تحركات سياسية**
يأتي ذلك فيما تشهد الساحة السياسية تحركات دبلوماسية في مؤشر عن بدء وساطة أو تدخل دولي إقليمي لمنع انفجار مأرب، حيث التقى سفيرا أمريكا وبريطانيا أمس بالأمين العام المساعد للشؤون السياسية سلطان البركاني الذي ناقش معهما الانفلات الأمني والاختلالات المرتبطة به وبالذات في مأرب واستعدادات المواجهة هناك بين القبائل والحوثيين (كواجهة رئيسة للصراع).
وجاء النقاش ـ حسب مصادر رفضت الكشف عن اسمها حضرت الاجتماع ـ لمناقشة رؤية المؤتمر لإزالة بؤر الصراع والمعالجات المفترضة لوضع حد للتحديات الأمنية والاقتصادية الكارثية على اليمن وأمنه واستقراره، والتي قضية مأرب أبرزها، كقضية محتدمة اليوم، وباعتبار المؤتمر له سيطرة وسلطة ونفوذ على بعض مشائخ وعقلاء مأرب، وله - حسب المصدر - حضور سياسي وقبلي، وما يمكن أن يقدمه لمنع تداعيات الدخول في موجة اقتتال وصراع غير محمود وستكون له آثاره التدميرية على ما تبقى لليمن، حسب ما نقله المصدر عن السفراء الغربيين.
المصدر أكد أن الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر عرض على سفيري أمريكا ونائبة السفيرة البريطانية المصالحة الوطنية الشاملة التي لاتستثني أحدا وضرورة البدء بتحرك دولي واسع وضاغط باتجاه هذه القضية، إلى جانب تحريك الشارع والمجتمعات المحلية في مناطق مأرب والجوف وأيضا المنظمات المدنية لكيفية الحد من تهديدات الحوثي باقتحام مأرب والبدء بوسائل ضغط تضطره إلى التراجع عن خياراته العسكرية والقبول بالعملية السياسية وما تقره على صعيد الشراكة والسلم، وتجنيب اليمن مزالق الصراعات والحروب الأهلية والطائفية والمناطقية القبلية.
اجتماع وزراء الدفاع والداخلية والإدارة المحلية الذي استمر إلى ما بعد الثامنة من مساء أمس الثلاثاء لم يخرج بأية نتيجة بخصوص الصراع.
وأكد مصدر قبلي حضر الاجتماع لـ«الأيام» أنه لم يتم مناقشة الوضع الملتهب في السحيل ونخلاء لعدم حضور المعنيين وهم مشائخ وأعيان ووجهاء المنطقة، إلى جانب تغيب قائد المنطقة العسكرية السادسة بمأرب ومحافظ مأرب سلطان العرادة التي تشير المصادر إلى أنه سيتم تغييرهم بحسب مطالب جماعة الحوثي.
وطبقا للشيخ علي الزايدي ومصادر قبلية أخرى متطابقة فإن الاجتماع تركز على مناقشة أهمية التوقيع على وثيقة تجرم أي معتدٍ على المحافظة ومصالح ومنشآت الدولة.
وحسب المصادر المأربية فإن هذه الخطوة من اللجنة الرئاسية هي محاولة ذر الرماد على العيون، وتمييع القضية الرئيسة وهي تهديدات جماعة الحوثي للمحافظة ومصالح الدولة فيها ولأبناء مأرب واليمن عموما، وهو ما لم يتم السكوت عنه.
وأشار المصدر إلى أن وضع هذه الوثيقة محاولة استباقية لإيقاف تهديد قبائل مأرب ومشائخها وقيادة حزب الإصلاح بمأرب عن اعتزام إحراق المحافظة وضرب أنابيب تصدير النفط اليمني الذي يمر عبرها إلى ميناء التصدير براس عيسى بالحديدة (غرب اليمن) على النحو الذي حدث ويحدث في ليبيا، في حال أقدمت السلطة على المساس عبر تغيير محافظ المحافظة سلطان العرادة - قيادي إصلاحي - أو أي من قيادات الحزب أمنيا أو عسكريا أو إداريا دون التوافق والاتفاق على ذلك.
وعلى وقع الاستعدادات القتالية في مأرب أصدر كل من حزب المؤتمر الشعبي وحلفاؤه وتكتل أحزاب المشترك بمأرب بيانات رفضا فيها دخول أية مليشيات أو قوة مسلحة أخرى عدا قوة الدولة.. محذرة في الوقت ذاته من شرارة حرب لن تتوقف ليس على مأرب فحسب وإنما ستشمل مناطق ومحافظات أخرى.
وتسود الوضع العام حالة من الخوف من استعار المعركة بمأرب بعد فشل اللجنة الرئاسية في خطواتها الأولى.. وفيما اعتبره مراقبون وناشطون مأربيون التحيز لطرف على آخر، وهو الذي لن يحظى باهتمام وتوافق ونجاح للجنة في مهمتها وهي احتواء الوضع في مأرب ووضع معالجات مرضية لأبناء مأرب والجوف، الأمر الذي يبقي الوضع مفتوحا أمام احتمالات كثيرة ومنها اندلاع المواجهات التي ليست في صالح الوطن ولا المواطن في مأرب وفي اليمن عموما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى