> أفرج مسلحو جماعة الحوثيين امس الثلاثاء عن أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس هادي ، الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني. بعد ان أقدموا في الـ 17 من شهر يناير الجاري على اختطافه وإخفائه، بينما كانت الهيئة العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني تجتمع لمناقشة مسودة الدستور اليمني الجديد.
وقد أعقب تلك الخطوة التي أقدمت عليها جماعة الحوثيين، وقوع أحداث وتداعيات سياسية وعسكرية تمثلت في محاصرة دار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي ومناطق إستراتيجية أخرى بصنعاء، وأدت إلى استقالة الرئيس والحكومة وتعطيل الحياة في البلاد.
وأفاد مصدر مطلع بأن الحوثيين أفرجوا عن احمد عوض بن مبارك بعد تراجعهم عن شرطهم بمغادرته البلاد مقابل إطلاقه، مشيرا الى أن مبارك سلمه الحوثيون الى لجنة كانت تفاوض لإطلاق سراحه وبدورها قامت اللجنة بتسليمه الى الشيخ عوض الوزير، أحد مشايخ محافظة شبوة التي ينحدر منها بن مبارك، مؤكدا وصول مبارك الى منزل الشيخ بصنعاء.
**رفع الحصار عن منزل المخلافي
في وقت لاحق ذكر موقع “الاشتراكي نت” بأن اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثيين رفعت حصارها مساء أمس عن منزل الدكتور محمد المخلافي ، وزير الشئون القانونية في الحكومة المستقيلة ونائب الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني.
ونسب الموقع الى الدكتور المخلافي قوله: “ان الحصار الذي كان مفروضا عليه تم رفعه” مؤكدا بأنه سيلزم منزله دون مغادرته تضامنا مع بقية الوزراء والرئيس هادي ورئيس الوزراء، مطالبا الجماعة بسرعة رفع الحصار غير القانوني عن بقية الوزراء والرئيس ورئيس الحكومة.
**بنعمر: الإفراج عن بن مبارك سيخفف التوتر**
من جهته أعرب جمال بنعمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص باليمن عن سعادته بالإفراج عن بن مبارك من قبل جماعة الحوثيين، مبينا أن هذه الخطوة ستخفف من التوتر وستسهم في الدفع بالحوار قدماً، داعيا جماعة الحوثيين الى اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها طمأنة بقية الأطراف السياسية والشعب اليمني.
ويقوم بنعمر منذ يوم الاثنين بتسيير اجتماع للأطراف السياسية الموقعة على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، لمناقشة خيارات خروج اليمن من الأزمة الراهنة وفراغ السلطة نتيجة استقالة الرئيس هادي والحكومة التي أدت الى تعطيل الحياة في البلاد.
وفي الاجتماع دعا المبعوث الأممي الأطراف والقوى السياسية كافة الى الحفاظ على روح المسؤولية والتحلي بحس وطني عالي للتمكن من تجاوز الأزمة الحالية.
وأفاد مصدر رفيع بأنه تم في اجتماع بنعمر مع ممثلي القوى السياسية الاتفاق على أن تعاود الحكومة عملها كحكومة تصريف أعمال، حتى يتم حل الأزمة الراهنة.
وقال المصدر: “ان القوى السياسية اعتبرت أي اتفاق سياسي يأتي باتجاه سد فراغ السلطة واستئناف الحياة السياسية يكون على أساس سياسي توافقي مرجعيته مخرجات الحوار الوطني وسرعة تنفيذ اتفاق السلم الشراكة وتصحيح اختلالات الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار.
وأضاف: “أن الجميع اتفق على استبعاد الخيارات التي يمكن من خلالها ان تنزلق العملية السياسية بما يؤدي الى عودة الأوضاع السلطوية، مؤكدا ان الحاضرين اتفقوا على ترتيب العملية السياسية وتفاعل الأطراف السياسية على قواعد التوافقية السياسية والانضباط لمرجعيات مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والبيان الرئاسي الأخير الصادر في الـ18 من الشهر الجاري.
وتابع المصدر قائلا: “كما جرى الاتفاق على ترتيب العملية السياسية والأخذ بشروط العمل المؤسسي التي جاءت في وثيقة الضمانات التي أقرت في جلسة مؤتمر الحوار وفي الهيئات التي تمخضت عن المؤتمر وأقرت في جلساته الأخيرة ولجنة متابعة وتفسير اتفاق السلم والشراكة والاتفاق على عقد اجتماع جديد وهو ما سيمثله الدستور الذي تمت صياغته وفقا لمخرجات الحوار.
**في إحاطته مجلس الأمن بتطورات الأوضاع في اليمن.. بنعمر: علم الجنوب يرتفع على كل المؤسسات في عدن وبعض المناطق انفصلت عمليا**
ذكرت قناة “الجزيرة” نقلا عن مصدر دبلوماسي قوله: “ان جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، أبلغ مجلس الأمن بأن الرئيس عبدربه منصور هادي وأعضاء الحكومة اليمنية يخضعون للإقامة الجبرية”، وأضاف المصدر: “إن بن عمر أبلغ مجلس الأمن الدولي بأن دور الأمم المتحدة في اليمن أصبح ضروريا للغاية، وأن فرص التوصل إلى تسوية لا تزال قائمة”.
ونسب مراسل “الجزيرة” للمصدر قوله إن بن عمر أكد خلال جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول الوضع في اليمن، أن البلاد أصبحت على حافة الهاوية، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي تسيطر على جميع مؤسسات الدولة.
وحول الأوضاع في الجنوب، قال بن عمر إن “العلم الجنوبي أصبح يرتفع على كل المؤسسات في عدن”، مشيرا إلى أن “بعض المناطق قد انفصلت عمليا” وإن لم يتم إعلان ذلك رسميا.
**اعتبر استقالة هادي مناورة سياسية.. الحوثي: هناك أطراف ترى الاستقرار خطرا عليها والفوضى مصلحة لها
شن عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين “انصار الله” هجوما على أطراف لم يسمها، وقال: “إن أطرافا ترى في الاستقرار خطرا عليها وترى في الفوضى والنزاعات والمشاكل مصلحة لها، لأنها تستفيد منها مالا أو دعما سياسيا من الداخل والخارج”.
وفي خطاب متلفز ألقاه امس الثلاثاء أوضح عبدالملك الحوثي بأن أطرافا في البلد تتعاون مع الخارج بما يضر بمصلحته، مؤكدا أن استقالة الرئيس هادي ليست إلا مناورة سياسية، داعيا الأطراف لمساعدة اليمن على الخروج من الأزمة عبر انتقال سلمي للسلطة.
وأضاف: “هناك بعض الخطوات الاستفزازية من بعض القوى لتأزيم الوضع وإثارة الفوضى، وهذا يحصل في بعض مناطق الجنوب، مع احترامنا وتقديرنا ومحبتنا لكل أخوتنا الجنوبيين، ولكن هناك قوى لا تريد الخير لإخوتنا في الجنوب ولا بقية أبناء الشعب اليمني”