يوم دامٍ في احتجاجات مناوئة للحوثيين في المحافظة الخضراء

> إب «الأيام» عبدالعزيز الويز

> قتل شاب، وجرح اثنان آخران صباح أمس في محافظة إب برصاص مسلحين يعتقد انتمائهم إلى جماعة الحوثي المسلحة، أثناء محاولة تفريق تجمعا لتظاهرة شعبية سلمية مناوئة للحوثيين الذين يسيطرون على المحافظة بقوة السلاح منذ ما يربو على 4 أشهر.
وقالت مصادر محلية إن الشاب نصر فارس صالح الشجاع (20 عاما) - طالب جامعي لقي حتفه بعد إصابته بعيار ناري اخترق الجهة اليسرى من ظهره عند منطقة القلب، بينما جُرح اثنان آخران هما (عبده أحمد قاسم عقيل، وعدنان الوصابي) في ذات الواقعة بجروح متفرقة بعضها خطيرة، نقلا على إثرها إلى مستشفيات حكومية وخاصة لتلقي العلاج.
وأوضحت المصادر أن مسلحين يرتدون زي قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) محسوبين على جماعة الحوثي، باغتوا تجمعا سلميا لمحتجين في ساحة “خليج الحرية” بإطلاق عدد من الأعيرة النارية من على متن عربة أمنية تابعة لذات الوحدة، في محاولة وصفت بـ “البائسة” لثني المحتجين عن التظاهر، وإفشال مسيرتهم التي كانوا دعوا لها أمس الأول للمطالبة بالإفراج عن محتجين اعتقلتهم جماعة الحوثي الأسبوع الماضي.
وأضافت المصادر أنها شاهدت في وقت مبكر من الصباح انتشارا مكثفا في ساحة “خليج الحرية” وفي شوارع المدينة لمسلحين بزي أمني وعسكري ومدني، وعلى أسلحتهم شعار الحوثي (الصرخة)، ومدعومين بعربات لمكافحة الشغب وأطقم رسمية.
الجريح عبده عقيل
الجريح عبده عقيل

وأججت الواقعة مشاعر الآلاف الذين استمر توافدهم إلى الساحة، وسط إصرار كبير على التظاهر، لتشهد المحافظة مسيرة صاخبة أطلق عليها البعض مسمى “مسيرة التحدي” انطلقت من الساحة، جابت عددا من الشوارع إلى أن عادت إلى الساحة مرة أخرى وقد انسحب المسلحون وعرباتهم.
وجدد المتظاهرين في المسيرة عبر عديد من الشعارات واللافتات رفضهم لما وصفوه بـ “حكم مليشيا الحوثي” والتواجد الحوثي المسلح “المحتل” للمحافظة، ومطالبتهم باستعادة الدولة لوظيفتها، وتمسكهم بالشرعية، ومخرجات الحوار الوطني كآلية للحل.
كما طالب المحتجون بإطلاق سراح المعتقلين في سجون جماعة الحوثي الخاصة، وسرعة تقديم المتورطين من مسلحي الجماعة في القتل والاعتداء على المتطاهرين سلميا للعدالة.
وكان ﺑﻴﺎن وصف بـ“القوي” ﺻدر ﻋﻦ لقاء “استثنائيا” لتكتل أحزاب اﻟﻠﻘﺎء اﻟﻤﺸﺘﺮك في إب بعد ساعات من الواقعة أعلن ولأول مرة بتلك اللهجة، عن استعداده “الدفاع عن حق الشباب وأﺑﻨﺎء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﺑﻤﺴﻴﺮاﺗﻬﻢ واﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤﻜﻔﻮﻟﺔ”.
وحمل بيان المشترك مدير شرطة المحافظة العميد محمد عبدالجليل الشامي “المسؤولية الكاملة” لما يتعرض له الشباب، وأبناء المحافظة من اعتداءات سواء كانوا “أمنا أو مليشيا”، مطالبا إياه بتقديم الجناة للقضاء لإثبات أنه “مدير أمن لأبناء المحافظة، وليس مدير أمن لمليشيات الحوثي”، على حد تعبير البيان.
واعتبر البيان أن أي تقاعس من مدير الشرطة في تقديم الجناة المتورطين في الاعتداءات على الشباب، ومداهمة منازل الناشطين والسياسين واعتقالهم مشاركة منه شخصية في تلك الأفعال الخارجة عن القانون، ونفي لصفته “رجل دولة” كما جاء في البيان.
القتيل نصر الدعيس
القتيل نصر الدعيس

وطالب مشترك إب في بيانه السلطة المحلية بتحديد موقف واضح “ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ من اعتداءات وسفك للدماء بحق مواطنين” بدلا من “صمتها المريب”، محملا إياها “ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﻔﻚ دﻣﺎء أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ”، ولم يتوار البيان عن إلصاق بالسلطة المحلية صفة “شراكة المليشيات” في أفعالها المرتكبة، في حال استمرت في سكونها وصمتها واستمر الوضع نفسه، مشددا “ولا عذر لها بعد اليوم”.
ودعا المشترك “ﻛﻞ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ وﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ واﻟﺸﺒﺎب ﻟﻠﻮﻗﻮف ﺑﺤﺰم أﻣﺎم ﻫﺬﻩ الأﻋﻤﺎل الإﺟﺮاﻣﻴﺔ ﺑﺤﻖ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ وﺷﺒﺎﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﻮﺛﻲ، وﺑﺎﻟﺰي اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ”، كما ورد في البيان.
متظاهرون يقفون أمام عربة تابعة للحوثيين
متظاهرون يقفون أمام عربة تابعة للحوثيين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى