> فردوس العلمي

كثير من حفلات الأعراس في بعض بلداننا العربية والإسلامية أصبحت كارثة وشبيهة بمقاطع أفلام تخدش الحياة.. ففي هذا الزمن افتقرنا إلى حياء العروس إلا من رحم ربي ممن تربت تربية حسنة في كنف أسرة تراعي الله في تربية الأبناء.. فكثير من حفلات الأعراس لا يرعون فيها العادات والتقاليد وأصبح التقليد الأعمى لعادات وتقاليد المسلسلات التركية والمكسيكة في حفلات أعراسهم يطبق في دولنا الإسلامية بشكل مفرط أكثر من الأتراك والمكسيكيين أنفسهم.. ففي سالف الزمن كان حياء العروس أول ما يلفت نظرك في الأعراس، واليوم أول ما يلفت نظرك فيها حمرة الخجل على وجه العريس، فقد تحول الخجل تلقائي إلى وجه العريس الذي يحمر خجلاً من وجوده بين أكثر من 500 أنثى ومجموعة من الأطفال من أسرة العروسين والأهل حين تتجرأ العروس وتصدر منها حركات ماجنة تخدش الحياة.
أصرخ بأعلى الصوت أنا من مؤيدي الزواج المختلط، لأن له حسنات كثيرة سادت ثم بادت بعد 1994م، فمن حسناته أن تبقى قاعة العرس مفرحة وبألوان بهية وزاهية لا تتحول فجأة إلى لون أسود وكأننا في ميتم لا فرح، الكثير من الحاضرات ستتحشم في لبسها وكذا العروس بعضهن لبسهن سيكون محترما.
ففي هذه الأيام حين تتحشم العروس وأهل العروس وتلبس العروس لبسا محترما تحصد الكثير من التعليقات التي تصفها بالمتخلفة التي لا تعرف الموضة.. وفي حفلات الأعراس المختلطة لن يتجرأ العروس والعريس على فعل أشياء يخجل منها الحاضرون.. ففي الوقت الراهن كثير من حفلات الأعراس لا تراعي حرمة وجود أطفال، فرحم الله أيام زمان لما كان العريس يقبل عروسه بالجبين حين يرفع عن وجهها الطرحة ويحمر وجهها حياءً وخجلاً، أما اليوم نجد العريس يحمر خجلا وحياء من حركات عروسه.
ففي الحفلات المختلطة نحافظ على مشاعر الأطفال الحاضرين، وتبقى براءة الأطفال بنقاوتها ويبقى اللبس محترما، وبعض من النساء تناست أن بين النساء أيضا عورة، فنجدها ـ على رأي عادل إمام في مسرحيته “شاهد ما شافش حاجة” (لابسة من غير هدوم).
حقيقة منذ تمت عملية فصل حفلات الأعراس أصبحنا نرى في أعراسنا ملابس عبارة عن قطعة قماش لا تتجاوز النصف متر ترتديها الفتيات في الأعراس، دون خجل وباسم (الموضة)، فبعد أن كان أقصر شيء تلبسه الفتاة (فستان ميدي) طوله إلى ما بعد الركبة بشبر، أصبح اليوم أطول ما ترتديه بعض الفتاة لا يتعدى الشبر بعد الخصر.. فلا نقول إن الحياء قلَّ هذه الأيام في أفراحنا وأعراسنا بل يكاد يكون انعدم بالكلية في بعضها.. وعلى رأي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة رحمها الله “بلاش قلة حياء”.
**فردوس العلمي**