قصة شهيد.. ياسر عوض محمد العقرب (يا تنتصر عدن.. يا أموت شهيدا فيها)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> سيارة نوع (سنتافي أرجوانية اللون) مرت من أمامه، ظل يراقبها بنظراته الحائرة، توقفت السيارة بشكل مفاجئ عند الطريق ثم قطعه بالحجارة في حي حافون بالقرب من السفارة الصومالية، فجأة عادت السيارة إلى الخلف بسرعة عالية وهو يراقبها بعين ثاقبة اصطدمت مؤخرة السيارة بباب إحدى العمارات مما أدى إلى كسر الباب وانطلقت مسرعة حتى اختفت عن نظره.
هرع ياسر عوض العقربي إلى العمارة التي تم كسر بابها وأبلغ زملاءه من شباب المقاومة عن هذه الحادثة، كان ذلك صباح يوم 8/4/2015م، فما كان من شباب المقاومة في حي حافون إلا أن قاموا بتمشيط المنطقة والعمارة التي تم كسر بابها لأكثر من مرة في اليوم ذاته.
وفي المساء نفسه كان ياسر يجلس بجانب أحد المحلات كعادته، حيث يقوم بمراقبة المنطقة، وفجأة مرت من أمامه سيارة (صالون) على متنها ثلاثة أشخاص، أحدهم يكتب على ورقة والآخر يوزع نظراته هنا وهناك في الحي، فما كان من ياسر إلا أن أخذ جواله وأجرى اتصالا لزملائه لإبلاغهم عن هذه الحادثة، انطلقت السيارة مسرعة واختفت عن الأنظار، وبعد ذلك جاء زملاؤه وقاموا بتمشيط الحي كله.
وفي اليوم الثاني وفي نفس المكان بالقرب من العمارة التي تم كسر باباها ظل ياسر يراقب الوضع، وكان معه أحد أصدقائه بجانبه، فجأة سُمع صوت انفجار قوي سقط على إثره ياسر وصديقه الآخر، هرع شباب المقاومة الذين كانوا متمركزين بالقرب من ياسر، وكذا الأهالي لموقع الانفجار، أحد الشباب رأى ياسر يزحف محاولا الدخول إلى المحل، وزميله الآخر على الأرض بجانب سيارة كانت تقف بالقرب من المحل.
تم إسعاف المصابين، وعند وصولهم إلى مستشفى باصهيب فارقت روح ياسر جسده، وعند فحص موقع الانفجار تبين أنها قذيفة هاون سقطت على السيارة التي كان يجلس بقربها ياسر وزميله، حيث كانا يراقبان الحي من أية تحركات مشبوة.
استشهد ياسر بشظايا الهون، وأصيب زميله بعدد من الشظايا في مختلف أنحاء جسده بتاريخ 9/4/2015م.
الشهيد ياسر العقربي من مواليد 1970م من أبناء المعلا حي حافون، أب لولد وبنتين، شارك مع شباب المقاومة في جبهة الحمراء ومن ثم جبهة حافون.
تقول ابنته الكبرى غيداء (تسعة عشر عاماً): "والدي كان شجاعا ويحب وطنه كثيراً، كان دائما يريد أن يذهب إلى دماج ويشارك إخوانه في القتال، وعندما بدأت الحرب في عدن كان من أوائل المسجلين في اللجان الشعبية، وشارك معهم في الجبهات، وكان دائما يقول لنا: "الجنوب حقنا.. ونحن رجال عدن".
وتضيف غيداء: "في البداية أبي لم يخبرنا عن مشاركته في الحرب حتى لا نشعر بالخوف عليه، وفي أحد الأيام كنا نشاهد نشرة الأخبار على قناة (الحدث) وإذ بها تفاجئنا بأبي وهو يقاتل في إحدى الجبهات، وعلمنا بعدها أن أبي أحد رجال المقاومة الجنوبية في عدن".
وتواصل ابنته: "وعندما اشدت الحرب طلب منا أبي أن ننزح إلى المناطق الآمنة، وقال لنا بأن مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تقصف الأحياء دون رحمة، وشباب المقاومة سيشنون هجمات قوية ولن يتركونهم يدخلون حافون إلا على جثثهم، رفضنا النزوح إلا معه، وكرر طلبه منا، ولكن أمي رفضت أن تترك أبي لوحدة، وطلبت منه أن نمكث جميعاً في مكان واحد، وكان أبي يقول كلمته لنا دائما (يا تنتصر عدن.. يا أموت شهيدا فيها)". وفي ختام حديثها تقول غيداء: "رحمك الله يا أبي ونسأل الله أن يسكنك فسيح جناته وأن يتقبلك شهيدا، وأن يلهمنا من بعدك الصبر والسلوان، وليس لنا عزاء فيك إلا أنك قاتلت قتال الأبطال حتى وافاك الأجل ونحتسبك شهيدا عند الله".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى