قصة شهيد.. فهمي سالم الحماطي (شهيد الأخوة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> دماء سالت على تربة وطن، فاحت منها رائحة الحرية، أبى شباب عدن الانهزام، فسطروا أجمل البطولات التي تكاد تكون أسطورية في الدفاع عن الدين والعرض والأرض، قاوموا واستبسلوا بكل قوة وعزيمة.. وشهد حي حافون بمديرية المعلا واحدة من تلك البطولات، معارك شرسة دارت بين شباب المقاومة في الحي وبين مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الغازية.. كانت المعركة غير متكافئة، شباب المقاومة في "حافون" وجدوا أنفسهم - بين ليلة وضحاها - يصدون هجوم عدو غاشم مدجج بجميع أنواع الأسلحة وفي صفوفه خبراء عسكريون، عدو لم يسلم من قناصة أفراده الطفل ولا المرأة ولا المسن.
الشاب العشريني "فهمي سالم الحماطي" سطر التاريخ بأروع بطولة في التضحية والشجاعة.
يقول صديقه أبو عبدالله محمد العزاني على صفحته في الفيسبوك بأن "فهمي رجل وبطل ووفي.. أثناء المعارك والموجهات الشرشة ضد المليشيات الغازية كان مصابا بحمى نتيجة لإصابة بمرض الملاريا، ولكن هذا لم يثنه عن القتال وواصل قتاله وهو مريض، للدفاع على الدين والعرض والوطن" .
ويقول والده: "كان ابني مع الشباب في المقاومة، رفض النزوح وظل مع زملائه للدفاع عن وطنه، استشهد في جبهة حافون في تاريخ 3 /5 / 2015م، كانت حينها المعركة قوية، فقد توغلت عناصر مليشيات الحوثي وقوات المخلوع إلى المعلا وأصبح أفرادها يتمركزون في الشارع الرئيسي، وكانت مجموعات منهم تقوم بالتسلل إلى حي حافون لاستطلاع الحي".
ويضيف: "تم التخطيط من قبل شباب المقاومة أن تقوم مجموعة منهم بالهجوم على عناصر المليشيات التي تتمركز في الشارع الرئيسي، وتقوم المجموعة الأخرى بتغطية المجموعة الأولى، وتم تنفيذ العملية وكان موقع شباب المقاومة بجانب أحد الأزقة بالقرب من روضة الأطفال التي بالحي، وتم الهجوم وكانت الاشتباكات عنيفة، أصيب أحد شباب المقاومة ولم يستطع أحد الوصول إليه.. لم يستطع ابني فهمي الاحتمال بأن يبقى ينظر إلى زميله وهو مرمي على الأرض، فحاول إنقاذه لكن زملاءه منعوه من التقدم حتى لا يكون هدفا لأحد القناصة.. لكن فهمي أصر أن يذهب لنجدة زميله.. شباب المقاومة لا يعلمون أين يتمركز قناصة العدو، فركض فهمي مسرعاً باتجاه موقع زميله المصاب، ووصل إلى الموقع وحمل زميله إلا أنه هو الآخر سقط بجانب زميله نتيجة لاستهدافه من قبل أحد القناصة الذي كان يتربص به، إلا أنه نهض، كون إصابته لم تكن خطيرة، فأوصل زميله إلى مكان آمن".
وأردف والد الشهيد فهمي: "تذكر فهمي أنه ترك سلاحه وسلاح زميله في الموقع نفسه الذي سقط فيه زميله، وكرر المحاولة لأخذ السلحين، وعندما وصل إلى المكان باشره أحد القناصة بطلقة قاتلة، فسقط على إثرها جثة هامدة، لم يستطع زملاؤه سحبه من المكان بعد علمهم بأن القناص كان في إحدى عمارات الحي، والجميع سيكونون هدفا لرصاصات الخبيثة، فقاموا بكسر السور (الجدار) الذي بجانب "روضة الأطفال"، وعندها استطاعوا سحب جثته".
بطولات وتضحيات واستبسال لشباب علموا العالم معنى حب الوطن والانتماء إليه.. نسأل الله أن يتقبل فهمي الحماطي شهيدا ويرحمه ويكرم منزله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى