قصة شهيد "أحمد ناصر علي مهلب" (قاهر المدرعات)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> دقت ساعة الصفر لاجتياح محافظة عدن من قبل مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح، متبجحين أنهم باستطاعتهم السيطرة عليها خلال ساعات معدودة بدبابة وعدد من عناصر المليشيات فقط.. فجاء الرد قاسيا من شباب المقاومة في عدن الذين أذاقوا تلك المليشيات الغازية صنوفا من الويلات وخيبات الأمل، وعلموهم دروسا لا ينسوها بأن عزيمة من يدافع عن أرضه ليست كعزيمة مغتصب الأرض، وأن جنوب الأمس ليس كجنوب اليوم.
هرع شباب الجنوب - كلا من محافظته - للالتحاق بشباب المقاومة في عدن لصد العدوان الغاشم، فقدموا أرواحهم فداء لدينهم وعرضهم وأرضهم.
الشهيد أحمد ناصر علي مهلب، من مواليد 1988 من أبناء مودية محافظة أبين ولد وترعرع فيها.
يقول صديقه سالم حنش: “إن الشهيد أحمد هو أحد قيادات الحركة الشبابية في الحراك الجنوبي، وكان رمزا للشجاعة والبطولة، والشخص الذي نثق فيه لحماية ظهورنا في فعاليات الحراك السلمية في ساحة العروض بخورمكسر، التي كان مكلفا بحمايتها أثناء الفعاليات، والتحق مهلب بالسلك العسكري في سنة 2006”.
وأردف قائلا: “حينما تم تسريب معلومات عن تهريب سلاح من مخازن السلاح بجبل حديد إلى صنعاء قام هو وزملاؤه بنصب نقطة تفتيش على الخط البحري، حيث أقدمت قوات تابعة للأمن المركزي آنذاك بالهجوم عليهم والاشتباك معهم، واعتقل بعد أن نفدت ذخيرته ثم انسحب زملاؤه، وبعد ذلك تعرض للتعذيب والتنكيل ثم سحب منه سلاحه الشخصي، والحمد لله تم إطلاق سراحه هو وزميله الناشط أحمد الجمل بعد مساعٍ ودور كبير من مجموعة من الوسطاء الذين سعوا لتحرير أسره، منهم اللواء شلال علي شايع”.
ويضيف: “وفور تحرير أحمد مهلب من الأسر عاد إلى أهله في مودية ليوم واحد فقط، ليطمئن عليهم، وطلب منهم أن يسامحوه، ثم انطلق إلى معشوقته عدن للمشاركة مع شباب المقاومة فيها، وقال لأهله لا رجعة إلا بالتحرير أو الشهادة”.
وأردف حنش: “كان أحمد من الذين اقتحموا معسكر “عشرين”، الذي كان خاضعا للأمن المركزي، وشارك في جبهات عديدة في عدن، منها جبهة خورمكسر، وقام بتحطيم أولى المدرعات التي دخلت خورمكسر بسلاح (آر بي جي)، كما استولى على العديد من المواقع برفقة زملائه”.
ويختتم صديقه سالم: “وفي تاريخ 3/ 7/ 2015م استشهد أحمد مهلب في الاشتباكات العنيفة التي دارت في جبهة البساتين، وذلك حينما قام هو وزملاؤه بتنفيذ خطة أعدوها للهجوم على عناصر مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح، فأثناء الهجوم والاشتباكات أصيب بقدمه، وطلب منه زملاؤه التراجع إلى الخلف إلا أنه رفض، وتقدم وهو ينزف وعلى كتفه (آر بي جي) وجهه إلى المدرعة التابعة للعدو التي كان أفراد المليشيات يطلقون الرصاص منها، فتوارى خلف أحد الأسوار (الجدار) وظل يراقب المدرعة بحذر شديد حتى يصيب الهدف، إلا أن القناص كان أسرع منه فباشره بطلقة غادرة في الوجه، ومن ثم في الرأس، فارق على إثرها الحياة”.
عاش أحمد مهلب بطلا مقداما ومات شهيدا ـ بإذن الله ـ في شهر رمضان الفضيل، نسأل الله أن يتقبله ويرحمه ويرحم جميع شهدائنا الإبرار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى