قصة شهيد "أحمد شائف محمد الخالدي" (ثبات وإقدام)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> يوم الحساب اليوم يا نعت النعوت
معزاك جاهز والكفن والقبر والتابوت
راحت سكاريب المكينة والنتوت
لا تسهن العافية يا ذي قد عظامك توت
اليوم مت وإلا مكانك با تموت
لأنك وسط موجات فيها حوت يسرط حوت
ما با تمشّي باطلك واحنا سكوت
لو تحترق لرياف أو ترجع عدن بيروت
اعرف مكانك بالصحاري والخبوت
دور لنفسك حل يا شلفوت بن شلفوت
ارحل وعادك بالنسم يالعنكبوت
من قبل يقرح لغم بك أو قنبلة موقوت
احتد من عكر الجرامل والهروت
خل المحاجئ لأهلها ذي شمها باروت
مالك بها دعوة ولا عندك ثبوت
أيش أوصلك شامخ ثمر لنصب وطولك فوت
يا عسكري بالعسكرة كرت الكروت
من رشحك نايب وعلق لك ثلاثة فوت
لا الحكم لي ما أرضى تصفي لي دسوت
ولا أقبلك خدام أو سواق في بيجوت
بحذرك من قبل لا الفرصة تفوت
شف ويش معك في داخل الشنطة وجيب الكوت
ذلك كان جزءا من قصيدة (نعت النعوت) للشاعر شائف محمد الخالدي (رحمة الله عليه)، الذي كان يقاوم بشعره نظام صالح.. وقد زرع الشاعر شائف الخالدي حب الوطن في أبنائه، فكانت النتيجة أن لبى ابنه “أحمد” (25 عاماً) نداء الوطن أثناء هرولة المليشيات الحوثية وقوات صالح إلى العاصمة عدن وإلى بقية محافظات الجنوب لاجتياحها في 2015م.. فقد شارك “أحمد شائف الخالدي” في العديد من جبهات مدينة عدن برفقة زملائه البواسل شباب المقاومة في عدن الحبيبة، وانتصر فيها، وتم دحر المعتدي وطرده من عدن شر طردة.. فلم يكتفِ “أحمد الخالدي” بتحرير عدن بل واصل مشواره النضالي، فتوجه مع مجموعته للمشاركة في تحرير منطقة مكيراس بأبين من المليشيات الانقلابية.
يقول صديقه: “الشهيد أحمد شائف محمد الخالدي، كان شابا خلوقا ومهذبا ومن خيرة الشباب في الحي الذي يسكن فيه بشارع مدرم بمديرية المعلا محافظة عدن.. درس “أحمد” في الصين ثم عاد إلى وطنه، وكان من أوائل الشباب المقاومين الذين لبوا نداء الجهاد ضد المليشيات الانقلابية الغازية، فشارك في العديد من جبهات عدن، وبعد تحريرها انتقل مع مجموعته للمشاركة في تحرير مكيراس، واستشهد في 15 أغسطس 2015م، في معركة تحرير مكيراس من ذلك العدولن الغاشم”.
وأضاف: “قصة استشهاد “أحمد” مؤلمة وحزينة، لأنه الشهيد الذي لم يعرف له قبر، فهو وأصحابه السبعة الذين هجموا على متارس مليشيات الانقلابية في مكيراس سقطوا شهداء بعد أن قتلوا مجموعة من عناصر المليشيات، وعاد بعض أصحابه ولم يستطيعوا أخذ جثته هو ومن استشهد معه، فلم يراه أهله ولا يعرفون له قبرا.. الله يرحمهم جميع”.
ويردف قائلا: “كان أحمد في المقدمة، وكان يقود سيارة (شاص) التي كان فيها سلاح (المعدل) وهو نوع من السلاح المتوسط، وكان قد تقدم كثيرا إلى متارس العناصر الحوثية، لأنهم قد خططوا لهذه الهجمة من سابق، وعندما أصبح هو وأصحابه على مقربة من المتارس شنوا الهجوم من كل الاتجاهات، وفي المقابل تصدت المليشيات الانقلابية لذلك الهجوم، حينها طلب زملاء أحمد منه التراجع لكنه رفض التراجع إلى الوراء، وكان يحث أصحابه على الثبات، وكان يقول لهم “اثبتوا يا شباب”، وكانت هذه آخر الكلمات التي كان يرددها حتى أصابته رصاصة في رقبته فارتقى على إثرها شهيدا، مقبلا غير مدبر”.
واختتم صديق الشهيد الخالدي حديثه بالقول: “أحد الشباب الذين كانوا متواجدين معه أثناء استشهاده، قال: (والله إني رأيت ابتسامته بادية على وجهه.. الله يرحمه)”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى