ثوار في النهار وفي المساء لصوص

> عصام علي محمد

>
عصام علي محمد
عصام علي محمد
بعد كل جائحة تمر بنا نتأكد إلى أعلى درجات اليقين كيف تختفي ممتلكات وحاجيات المؤسسات الشبابية والرياضية ووسائل مواصلاتها .. لقد تذكرت اليوم أبرز فواجع الشباب حين شاهدتُ وشاهد غيري أيضاً حافلة نادي التلال الرياضي وهي تنقل الركاب بين زنجبار وجعار، بعد أن تم تحويلها إلى حافلة للأجرة ، رغم فشل محاولة اللصوص في طمس إسم نادي التلال من جانبي الحافلة ، وهذه الحادثة وقعت أثناء مقاومة الوجود الحوثي في كل من عدن وأبين ولحج.
* للأسف فعل كهذا يُعتبر سقوطاً أخلاقياً صاعقاً يكون عادة محل سخرية من ذوي الأخلاق الإنسانية ، ثم الوطنية وقد انعكست ببروز تساؤلات عدة وأنا أتابع الاستطلاع الذي أجراه الزميل نجيب المحبوبي مؤخراً حول الدمار والخراب والسرقة التي طالت استاد وملعب 22 مايو بعدن ، وقد تسارعت تساؤلات صادمة دفعت إلى مقارنات ظالمة، وفي الغالب تتضح لنا بعد وقائعها التي عشناها وقادتنا إلى أن العدو الغازي الظالم للأرض والإنسان والقاتل للنفس ، لا يسرق الحقوق الشبابية والرياضية ، ولكن بعد أن يتم طردهم من قبل الشرفاء ، يجلس ضعفاء النفوس ممن يقتاتون من وفاء الشرفاء على طريقة ثوار في النهار ، وفي المساء لصوص.
* في أبين وعقب عام 2011م جاءني الشاب الخلوق وجدان قاسم بعد أن تحمل عناء مفاوضات مكوكية بين لصوص سرقوا مقتنيات وممتلكات نادي حسان الرياضي ليقول لي أنه وبعد تواصل ولقاءآت إقتنع اللصوص بتسليم تلك الكؤوس والتروس الحسانية مقابل مبلغ مالي تكرم بدفعه الكابتن جياب باشافعي.
* والحال ذاته يشمل حافلة نادي خنفر الرياضي ، التي بقيت طوال تواجد عناصر تنظيم القاعدة ، في مدينتي جعار وزنجبار في حكم المفقودة واستمر ذلك الوضع إلى أن تم دحرهم، وحينها صحا كل شباب المنطقة على خبر سرقة حافلة النادي .. واليوم تتجدد صحوة الظالمين ، بعد مطالعة مشاهد وصور العبث والتخريب، الذي طال استاد وملعب 22 مايو الدولي بعدن.
* إنها حقاً جماعات لصوصية تقتنص كل اللحظات التي ينشغل فيها الشباب بالهم الوطني العام بروح باسلة ومواقف الأبطال الواقفين ضد المشاريع التخريبية، التي تستهدف البشر والزهر والحجر .. وحين تهدأ كل مظاهر الصدامات بفعل الجرأة الشبابية المستميتة أمام مطامع صُناع الحرب والإرهاب، ومقاومة كل الأفعال الشريرة .. وما حدث للأسف وبالنظر إلى واقعنا الاجتماعي والثقافي والشبابي ، دفع أحدهم إلى القول : " إن المقاومة انتهت وبدأت المقاولة، وللأسف أن حقيقة المقاولة من منظور معكوس في واقع نلمسه في كل لحظة وكل يوم .. ثلاث حوادث حددتها بملفات تستدعي بحثاً مطولاً والوقوف أمامها بحزم.
والعجيب أنها شواهد لازالت قائمة ، فباص التلال ما يزال يعمل في الفرزة وألمنيوم وأسلاك ملعب 22 مايو بيعت عبر وسيط لإحدى الورش في الدرين .. فهل بعد هذه الانتكاسة خزي أكثر مما هو قائم وجاثم على منشآت الشباب والرياضيين في البلد.
لماذا يلف الصمت المخزي وزارة الشباب تجاه مصالح الشباب وحقوق وممتلكات الرياضيين ، أم أن الجميع منغمس في مستنقع النفس الأمارة بالسوء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى