تُغذي نصف سكان عدن بالمياه.. مدير محطة البرزخ: الخزان الرئيس أنهار بالكامل ونناشد سرعة إصلاحه

> تقرير/ مازن الشحيري

> تعرضت معظم المرافق والمؤسسات الحكومية والخاصة في العاصمة عدن للدمار والخراب أثناء الحرب التي شنتها قوات الحوثي وصالح على المدينة في أواخر مارس 2015م، ولم يسلم من تخريبها إلا القليل، منها محطة البرزخ التابعة للمؤسسة المحلية للمياه، الواقعة في جبل حديد بمديرية خور مكسر، والتي تغذي نصف سكان العاصمة عدن تقريبا بالمياه.
ويعود تاريخ إنشاء هذه المحطة، وفقاً لمديرها محمود علي ثابت، إلى عام 1984م، لتغطية احتياجات سكان أربع مديريات بعدن وهي: خور مكسر، صيرة، المعلا، والتواهى.. أما فكرة إنشاء المحطة فكانت بسبب أن آبار المياه المغذية لمدينة عدن تقع في محافظة لحج وفي منطقة بير أحمد (طرف عدن)، وسابقًا بمحافظة أبين، وهي بعيدة جدًا عن المديريات الأربع المذكورة آنفا، إلى جانب ووقوع الكثير من مناطقها على مرتفعات جبلية.. حيث يقوم هذا المشروع الاستراتيجي- الواقع في مدينة خورمكسر- بتجميع المياه القادمة من تلك الآبار في خزنات أرضية كبيرة ثم ضخها للخزان الواقع في أعلى جبل حديد قبل أن يتم توزيعها للمديريات الأربع، وهي عملية ليست بالسهلة، خاصة في ظل الأوضاع المتردية بشكل عام في البلاد وبشكل خاص في المؤسسة المحلية للمياه بعدن، التي تُعاني من عجز مالي كبير نتيجة لعدم دفع المواطنين - مع الأسف - ما عليهم ولو جزء بسيط من رسوم خدمة المياه، إضافة إلى الإهمال الكبير من قبل الجهات الحكومية لمِثل هكذا منشآت استراتيجية في المدينة.

وأشار ثابت في سياق تصريحه لـ«الأيام» إلى أن "مشكلة محطة البرزخ الأساسية تمثلت بموقعها داخل جبل حديد من الجهة الشرقية والذي تتواجد فيه عدد من المعسكرات فضلاً عن استخدام الجبل كمخزن رئيس للأسلحة الخاصة بالدولة". وأضاف: "حينما اندلعت أعمال الفوضى والانفلات الأمني الذي سبق اقتحام مليشيات الحوثي وعفاش عدن ظن الكثير من البلطجية وأصحاب النفوس المريضة والذين استغلوا تلك الفوضة باقتحام مخازن جبل حديد ونهب الأسلحة والذخائر، ظنوا أن محطة البرزخ جزء من المخازن فعمدوا إلى اقتحامها وتم منعهم من قبل عدد من العمال، وتفهم البعض منهم للأمر بعد الإيضاح بأنها محطة للمياه، غير أن هناك من كانوا مصرين على تنفيذ أعمالهم التخريبية فقاموا بإطلاق الرصاص الحي علينا حتى يتمكنوا من السرقة والنهب، وبفضل الله تم التصدي لهم، وظللنا صامدين حتى أثناء الانفجارات التي تعرضت لها مخازن السلاح بالجبل، لكون انسحابنا في تلك الفترة يعني زوال المحطة بالنهب والتدمير، وتفاجأنا بعد توقف الانفجارات بقدوم مجموعات أخرى مسلحة نحونا ولم تكن موجودة من قبل، وأطلقوا علينا وابلا من الرصاص من خارج المحطة،
لوحة التحكم
لوحة التحكم

وحينما شاهدوا إصرارنا بعدم مغادرتنا المحطة اقتحموها وهددونا بالقتل، وبينما نحن في تلك اللحظات العصيبة ظهر بعض أبناء عدن الأبطال وكان من بينهم شخص يلقب باللحجي، فتم التصدي لهم، ومع اشتداد المعارك بخور مكسر تم تقسيم مهمة الحراسة إلى نوبات فيما بيننا، وبعد سقوط المديرية بيد مليشيات الحوثي وقوات عفاش تم اقتحام المحطة، الأمر الذي لم يمنعنا أيضاَ من مواصلة عملنا للحفاظ عليها، وواجهنا أيضاً الكثير من الإشكالات، كما كنا نتكبد عناء الوصول من مديرية المنصورة أثناء أشد فترات الحرب والقصف، وعلى الرغم من المخاطر التي كنا نتعرض لها إلا أننا استمررنا في ضخ ما نستطيع من مياه لأهالي تلك المديريات المحاصرين، بل إننا واصلنا الضخ بعد فترة النزوح لمن تبقى ولم يستطع الخروج رغم تمركز قوات كبيرة من الحوثيين والحرس الجمهوري بموقع المحطة، والتي تم استهدافها فيما بعد بقصف جوى وهم داخل المحطة، مما أسفر عن قتلى كثر في أوساطهم مع تضررت بعض أجزاء المحطة، واستمررنا في مهمتنا حتى تم التحرير في 27 رمضان على أيدي أبطال المقاومة".
*غياب الدعم
وأوضح مدير المحطة محمود علي ثابت في تصريحه لـ«الأيام» بأن المحطة لا يوجد لها أي دعم من قبل الحكومة الشرعية التي لم تقم بإعادة إعمار ِما تم تدميره أثناء الحرب". واستطرد بالقول: "لكن منظمة اليونيسيف قامت مشكورة بإعادة تأهيل المحطة، وأشرف على تنفيذ مشروع التأهيل منظمة "نيرسى كورس" ومؤسسة إخوان يوسف المقاولة، وهناك أيضاً دعم متواصل من منظمة الصليب الأحمر من خلال المهندسة أروى حمادي، التي كان لها دور كبير خلال فترة الحرب بالعمل معنا والوقوف إلى جانبنا بكل شجاعة فى أحلك الأوقات، بالإضافة إلى المهندس خلدون شطارة".
خزان المياه
خزان المياه

وقال: "ونجدها فرصة أيضاً لنوجه مناشدة عبر «الأيام» للحكومة وقيادة السلطة المحلية بالعاصمة عدن والمنظمات الدولية بسرعة إصلاح الخزان الرئيس لمحطة البرزخ الذي أنهار بشكل كامل حيث لم يتبق لنا غير خزان واحد نعمل به، والذي فى حال تعرضه - لا قدر الله - لأي ضرر ستنقطع المياه عن نصف سكان عدن تقريبًا.. كما أناشد أبنائي وإخواني وأهلي سكاني عدن مساعدة مؤسسة المياه بتسديد ولو جزء بسيط من فواتير المياه التي عليهم لتتمكن المؤسسة العريقة من النهوض والاستمرار في تقديم هذه خدمة المياه المهمة، وأتمنى منهم عدم الانجرار خلف من يريدون الخراب لهذه المدينة وأهلها من خلال التحريض على عدم دفع الفواتير، والتي في الأصل مبالغها قليلة وبسيطة التي من شأنها أن تساعد في حماية المؤسسة والحفاظ عليها قبل أن تنهار، ولنا بالمناطق الأخرى عبرة، حيث يشترون (بوزة) الماء بعشرات الآلاف بشكل شبه يومي، ونحن لا نريد أن نصل إلى هذه المرحلة".
تقرير/ مازن الشحيري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى