رسالة إلى الطفلة (ليان)
> إيمان خالد
> من الجحيمِ إلى الجنة.. مِن عدن الحزينة لفراقِك إلى الجنةِ المحتفلة بقدومك وبعد..
ذنبكِ أنكِ ولدتِ في هذهِ المدينة البائسة التي لا تحمي أطفالها.. ذنبكِ أنكِ طفلة لا ذنبَ لها أرادت أن تفرح وتغني مع أطفال حارتها (مُرحب مُرحب يا رَمضان)..
لم تبقَ هناكَ دموع يا (ليان) لنبكي عليكِ ولم يبقَ هناكَ دم لينزفَ القلبُ لأجلكِ..
إنّ الأرض لاتناسبك وإن المدينة لا تَتسعُ لبراءتك وإنَّ الحياة هُنا للقتلة فقط!
كيف سنقنعها أنكِ الآن تلعبينَ مع الملائكة في جنةٍ عرضها السمواتِ والأرض؟ كيف سنقنعها أنكِ بكيتِ عند وصولكِ للجنة لأنكِ لم تجديها لكنَّ اللَّه وعدكِ بأن يجلبها لكِ؟
صغيرتي (ليان)..
ذنبكِ أن أمكِ اشترت لكِ ملابس العيد الجميلة وخبأتها..
لسنا نتألم لأنكِ في الجنة لكننا نتألم لأنكِ بطريقةٍ بشعة ذهبتِ إليها.. نتألم لأنكِ شاهدتِ بشاعة هذا العالم.. شاهدتِ سلاحًا يصوب نحوك شاهدتِ موت والدكِ شاهدتِ الدماء وهي تسيل.
هل كنتِ تظني أنها لعبة؟
أم غطت الملائكة على عينيك وحملتكِ إلى الجنة قبيلَ موتك؟ (ليان) السماوية..
احتضني والدكِ وأمسحي على رأسِ جدتك وارسلي الصبر لأمكِ فلقد أصبح يفصلُ بينها وبين الجنونِ شعرة..
اللهمّ الصبر والسلوان..
كل الأطفال هنا يـ(ليان) قابلونَ للقتل.. لكنّ لا أحد.. لا أحد يموت لأنهُ قَتل!
إيمان خالد