من سيرة عبد الودود
> عبد الودود سيف علم شامخ من أعلام اليمن الأدبية والشعرية والنقدية والثقافية والكفاحية. بدأ حياته طالباً في عدن، فدرس على الأستاذ على عبد العزيز نصر. تغرب مع أخيه الكبير إلى الكويت، فتفوق في الثانوية، وحصل على منحة دراسية في دمشق. انتسب باكراً لحزب البعث العربي الاشتراكي في الكويت. درس اللغة العربية، والنقد الأدبي، وعاد إلى صنعاء مطلع السبعينات. عين في البداية في صحيفة «الثورة» الصحيفة الرسمية، وعمل على إصدار ملحقها الأدبي، وهو الملحق الذي أسهم في التأسيس للحياة الأدبية والثقافية في ال ج. ع. ي، وتبنى الحداثة في الشعر الحديث، والنقد، والقصة، وكل ألوان الحداثة الفكرية والإبداعية.
رأس تحرير مجلة «اليمن الجديد» التي أسسها أول نقيب للصحفيين عبد الله الوصابي. وكانت «اليمن الجديد» إلى جانب «الحكمة» الناطقة باسم اتحاد الأدباء والكتاب، ومجلة«الكلمة» هي البواكير الأولى - مطلع السبعينات- في التأسيس للحداثة، والإبداع، والتنوير، ومنها تخرج مبدعون عديدون في ميادين الأدب والثقافة.
عبد الودود سيف شاعر مؤصل يعتبر من أهم شعراء اليمن. كتب القصيدة العمودية كما كتب القصيدة الحديثة التي يعتبر واحداً من كواكبها اللامعة. أصدر ديوانه الأول «زفاف البحر للحجارة»، وله إصدار آخر بعنوان «طاووس اللهب». فهو محكك وأكثر من محكك، يبدع القصيدة ربما في لحظة أو لحظات، ولكنه يظل يجودها، ويمحصها، ويعيد القراءة والتجويد ربما لأيام أو شهور قبل أن يقرأها على أصدقائه الخلص؛ مستشرفاً وقعها عليهم.
أسهم عبد الودود من خلال عمله في مركز الدراسات والبحوث اليمني في إعداد بحوث علمية في مجلة «دراسات يمنية» المحكمة. تعرفت عليه في الحديدة مطلع السبعينات، ثم عملنا معاً في مجلة «اليمن الجديد»، وتزاملنا في مركز الدراسات والبحوث اليمني. انتظمنا في حزب واحد، هو الحزب الاشتراكي اليمني، واختفينا وتشردنا معاً بسبب الملاحقات الأمنية.
أصدر في تسعينات القرن الماضي صحيفة «البريد الأدبي»، وقد قصرها على إبداع شباب السبعينات؛ فجمع عشرات ومئات القصائد لهؤلاء الشبان المبدعين «المُتَجاهَلين»، وقدم لأعمال العديد منهم، واهتم بأدب الشعراء الشباب؛ بحيث أصبحت الرئة النقية لإبداع هؤلاء الشباب، ورفد إبداعاتهم بآرائه الزاكية.
عبد الودود سيف الصغير شاعر مبدع ومؤصل للقصيدة الحديثة، وهو ناقد ومؤصل للقصيدة الحديثة على مستوى رفيع، على اطلاع واسع بمناهج النقد، ويجمع بين دراسة النقد بمناهجه وتياراته الفكرية واللغوية المختلفة، كما أنه عميق القراءة للأدب القديم، ونقد قصيدة عمود الشعر.