بعد إعادة تأهيله.. سوق الحنضل الشهير بسيئون بحلة جديدة

> كتب/ صالح فرج

>
 سوق الحنضل بمدينة سيئون.. هو سوق تاريخي يعتبر تجمعا لعدة أسواق قديمة كانت قائمة في أزمنة تاريخية سابقة، ومن ضمن أسماء السوق القديمة والتي لازال البعض يعرفه بها.

(سوق قَسْبَلْ) وهو السوق الأساسي القديم لمدينة سيئون. يكتظ هذا السوق بأنواع مختلفة من المواد المنتجة محليا، والحنطة والبهارات المتنوعة وكذلك بذور الكثير من المواد الزراعية، بالإضافة إلى الحنضل (الزعقة، الفصفص)، وهي المكمّلة لدى الحضارم، حيث يرافقهم خلال جلسات الفرح والسمر المختلفة التي اشتهروا بها كجلسات الدان والتي لازالوا يحافظون عليها حتى اليوم من خلال المناسبات المختلفة والأفراح التي يقيمونها.

نتيجة لقدم السوق بدأت عوامل التآكل في كثير من جوانب بنائه، وانعكس الأمر سلبا على كثير من مرتاديه وكذلك مستخدميه من باعة ومتبضعين. وبعملية إعادة تأهيله الحالية اكتسى ثوبا قشيبا جمع الأصالة والتراث بالحداثة ومواكبة الطراز المعماري الحديث مع بقائه، محتفظا بكامل خصائصه القديمة وجذب إليه كثيرا من الزوار للتعرف عن قرب على جمال المنظر البديع الذي أصبح يتمتع ويكتسي به اليوم.

ومع تنفيذ الصندوق الاجتماعي للتنمية - فرع المكلان مشروعا لإعادة تأهيله وإلباسه ثوبا جميلا أصبح السوق يواكب التطور الحالي في المجتمعات المتطورة، وذلك بعد حصوله على منحة الاستجابة الطارئة عبر الأمم المتحدة.

بروز السوق بهذه الحلّة الجديدة والثوب القشيب لم يأت من فراغ، ولكن بجهود بُذلت من قبل المهندسين والمعماريين وكذلك التسهيلات المقدمة من السلطات المحلية بالوادي التي سخّرت وسهّلت الكثير من الصعاب التي قد تكون معيقة لتلك العملية.

كما أن روّاد السوق من بائعي ومالكي المحلات ضحّوا من أجل ذلك وواصلوا نشاطهم التجاري بالبقاء في ساحة مكشوفة بجانب مسجد الجامع بسيئون فترة إعادة إعمار وتأهيل السوق.

لأي عمل يبرز على الواقع جهود مبذولة يقوم بها جنود مجهولون قد لايعلم عنها إلا القريبون من ذلك العمل، فالفضل في إبراز هذا السوق اليوم بحلّته الجديدة يعود لأحد أبناء سيئون الغيورين، والذي أوجد فكرة هذا المشروع من أساسها وتبنى متابعة وإقامة هذا الصرح الذي تجسّد بجماله اليوم أمامنا كائنا قائما.

قد لا يحبذ أن نظهره ونكشف مجهوداته وما بذله من جهد وتعب في سبيل أن يرى هذا الحلم الواقع ويصبح حقيقة قائمة.. ولكن لإعطاء كل ذي حق حقه وللإنصاف فلابد من شكره وذكره بالاسم وهو ابن سيئون المهندس عبدالله محمد السقاف ضابط المشروع وضابط الموروث الثقافي بمحافظة حضرموت الذي أولى إقامة هذا المشروع كل جهده حتى أصبح واقعا مجسدا أمامنا اليوم.. فله كل الشكر والتقدير.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى