المتباكون على الحرية والديمقراطية

> الحرية شجرة ترويها الدماء، يدفع ثمنها الأبطال والأوفياء والشجعان ويصنعها العاشقون لأوطانهم والمخلصون لشعوبهم وأمتهم، ويعيش الحر تحت العز يوما ولا المذلة ألف عام.
فارس السقلدي
فارس السقلدي

نجد في زمننا هذا من يتشدقون ويتباكون على الحرية، وهم وللأسف أنفسهم لا يعون معنى الحرية، وأسس ومعاني الديمقراطية، إلا لذواتهم فقط، وفق إملاءات زائفة، وبما يتماشى وفقا لمصالحهم، ومنظورهم الخاص، يدعون بالحرية والى الديمقراطيه وما شابه ذلك، رغم عدم اهليتهم ونضوجهم، فتنقصهم الخبرات والمعارف والتجربة.

ولذا نجدهم في الحقيقة ضعفاء، ولا يأبهون، كل همهم البقاء والعيش بتطفل، مصابين بالغرور وحب الذات والتسلط والانانية وتقلد المناصب وكيفية الوصول الى أعلى هرم السلطة إن أمكن، دون إمعان لواقع أو نظر بعمق.
يحملون في قلوبهم الحقد والكراهية والظغينة مع امتهان النزعة والعنصرية والانتقام والنظر إلى الغير أو البعض بعين الاحتقار والتصغير، كل ذلك سببه عدم الوعي والإدراك لمفهوم الوطنية، فوطنيتهم ضيقة وليست لديهم شعور  بالمسؤولية ولا يجيدون الاختيار الصحيح للشخص المناسب، بل نجدهم يعطون شأنا لأناس لا يستحقون «أكبر من حجمهم». 

نراهم مصابين بمرض داء المسوؤلية وتربع المناصب، فأمثالهم سرعان ما يتخبطون برؤاهم وأفكارهم وحتى عند اتخاذ قراراتهم، وكثيري الهفوات وزلة ألسنتهم، ولا يمتلكون القرار بحيث يستطيعون أن يغيروا واقعهم نحو الأفضل، فتنقصهم الخبرة والكفاءة، فأغلب قراراتهم يسيرها الغير.
اليمن عموما هي واحدة من تلك الدول الفقيرة والنامية التي تعاني من هذا المرض الذي استفحل وانتشر في كل مفاصل الدولة التي يقودها أمثال هؤلاء، لتظل غارقة في مستنقعات الفساد والإفساد ومرحلة الإقصاء والتهميش والهدم.. وهنا يكمن الداء والدواء لمن أراد يسهل العلاج الحقيقي إن أراد القائمون بذلك وللضرورة القصوى.

وعليه، نأمل الحل والحلول المناسبة بعيدا عن الوساطة والمحاباة وصلة القرابة والمعروف الذي يولد مثل هذه الآفات والظواهر المأساوية التي تزيد الطين بلة جراء ما يعانيه الشعب، وسرعة تلافي الأخطاء والوقوف بحزم وجدية ومسؤولية.. فعلى القائمين العمل بروح المسؤولية وبحيادية تامة لمصلحة الشعب والوطن، في الإسراع لانتشال حال البلاد من الاوضاع المأساوية التي يرافقها ويلات والحرب والدمار الحاضر، ولنضع النقاط على الحروف ونبدأ من هنا، كفى ألما وزيفا وتملقا ونفاقا وليكن «الشخص المناسب في المكان المناسب»، وليكن «الوطن للجميع» وليدم الخير للكل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى