رسالتنا لأبناء الجنوب

>
حسين الفروي
حسين الفروي
​الأمانة والقلم ومخافة الله تجبرني أن أخاطب شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه، لأن الوقت صعب وعصيب وخطير، ومواجهة التحديات الكبيرة والمخاطر والمؤامراة التي يواجهها تحتاج إلى عقول كبيرة وناضجة تتقن فن ومهارة خوض المعارك السياسية، متحررة من الذات مترفعة عن صغائر الأمور تفكر ليس في نفسها وأين موقعها، بل تفكيرها وهمها الوطن والشعب الجنوبي.

أجد نفسي أكتب والقلب يتمزق ألماً ووجعاً عندما أرى في جنوبنا الحبيب انتشار الجوع والمرض والأمية والخوف من وضع قاتم اليوم، ومستقبل مجهول ملامحه، وفي ظل الانهيار الاقتصادي المخيف، وتفشي الفساد المالي والإداري، كل هذه الهموم وهذه المعاناة التي جثمت على صدر الشعب الجنوبي، ونحن في صراع دائم فيما بيننا البين، لم نتعظ من الماضي، ولم نأخذ الدروس والعبر مما جرى لنا.. ألا يكفي التجارب التي مرت بنا في زمن الوحدة، ومرت بنا مراحل سيئة قبلها، والتي كان الجنوب فيها يدفع الثمن كثيراً.. ألا يكفي أننا - يا شعب الجنوب - ضائعون، لأننا نحن كنا السبب في ضياع الجنوب.

ألا يكفي ضياع؟!.. وأقولها صراحة إن من يتصارعون على السلطة وعلى المنافع الذاتية ليسوا مناضلين، لأن المناضلين الحقيقيين هم عشاق وطن، وبناء ودولة، وليسوا عشاق سلطة. لقد مللنا يا أبناء الجنوب من الصراعات والضياع والشتات، آن الآوان لأن يؤمن الخائفون على أنفسهم في وطنهم الجنوبي، وأن يطمئن كل أب وكل أم على أولادهما، ولنضمن لهذا الجيل مستقبلا آمنا، وحياة كريمة.. انظروا ماذا يجري من حولكم، ثرواتكم تنهب ونفطكم لا يصل إلا القليل، ودماؤكم تسيل وتنزف كل يوم في جبهات القتال، والآخرون يشاهدون وأعينهم على أرضكم، كثرت مقابركم، وزادت جرحاكم، وزادت الأرامل والأمهات الثكالى.. فالحكومة فاسدة من رأسها الى أخمص قدمها، ولا يهمها إن مات الشعب الجنوبي جوعاً، بقدر ما يهمها وما يصفّوه من أموال في جيوبهم.

إنكم أيها الجنوبيون مازلتم تقدمون التضحيات، والشواهد تقول إنكم أول من خرج بصدور عارية وبطون خاوية، حاملين أكفانكم على أكفكم في أوقات الشدة والمعارك، بينما الفاسدون والمتربصون بجنوبكم خارج البلاد.. إنكم لم تحصلوا على وطن على ما تقدمونه من تضحيات، نظراً لأن الآخرين لا ينظرون إليكم إلا من زاوية الشعب الممزق المتعدد الكيانات.

لذا أيها الجنوبيون يجب أن تكون أيديكم بأيدي بعض، وأن تكونوا جميعاً على قلب رجل واحد وسلاحكم واحد، وعدوكم واحد، دون ذلك، فسيكون مصيركم الشتات والضياع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى