على ضوء صفقة تبادل الأسرى.. الأسير الجنوبي المرقشي

> كانت فكرة المقاومة - مقاومة العدوان - أصيلة في تكوينات عميد الأسرى الجنوبيين أحمد عمر العبادي المرقشي الوجدانية والحسية، فهي التي دفعت ابن المرقشي مبكرا للقتال ضمن كتائب الحق الفلسطيني في مروج جنوب لبنان وأحراشه ضد العدو الصهيوني.
د. هشام السقاف
د. هشام السقاف

وهي نفس الروح المقاومة التي اجترحها المرقشي في وجه العدوان الآخر بعد حرب الاجتياح الأولى للجنوب في 1994م... ألم تقل العرب :
(وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام اليماني).

كانت نشوة النصر الزائف هي التي تحرك الأطقم للاعتداء والبسط على أراضي الجنوب بما في ذلك حرمة المنازل.
كان الحظ العاثر - ربما - هو الذي حرك مفرزة من قوات أمنية للاعتداء على حرمة أرضية للمرقشي عند بيته في خورمكسر. ولعل المرقشي ليلتئذٍ كان يتمثل نصيحة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) عن عدم المبادأة بالعدوان وانتظار مبادأة العدو، فتكون الكرة على المعتدي.
تعامل المرقشي - متسلحا بحقه في الدفاع عن حرمة داره- مع النيران، وحين صوب رصاصاته صوبها في المعتدين - كما أراد - ليعيقهم عن الحركة لا أن يقتلهم، ثم تكفل بنفسه بإسعافهم بطقمهم المعتدي إلى المستشفى ليتركه هناك.

عرفناه مدافعا عن حقوق زملائه عمال المؤسسة العامة للنقل البري، مدافعا - أيضا - عن أصول المؤسسة الثابتة التي أسالت لعاب متنفذين في عدن من الشمال والجنوب أيضا، فأصبح الفدائي والنقابي المرقشي شوكة في حناجرهم وعيونهم.
وكان فقيد الصحافة الأستاذ هشام باشراحيل داعما للمرقشي ومناصرا بقوة لقضاياه النقابية، وكانت «الأيام» على ذات خطى رئيس تحريرها.

وتلازمت خطوات الرجلين على درب النضال الواحد، وحين استدرج الفقيد الكبير هشام - رحمة الله عليه - إلى صنعاء كانت فصول المؤامرة قد حيكت بليل، ولم يكن هناك من يردع حاكم ظالم أن يدفع شرذمة من عصابة تابعة له لتدعي ملكيتها لدار بناه الباشراحيل الأب الأستاذ محمد علي باشراحيل قبل ثلاثين عاما من هذا الادعاء الباطل.

تذكرنا هذه المؤامرة بحكاية الذئب والحمل التي قرأناها صغارا، ولكن هذه المرة لم يكن هناك حمل بل أسد يتصدى لعدوان سافر على دار الباشراحيل في صنعاء ويرد كيد المعتدين، بل وإفساد خطتهم في اغتيال هشام باشراحيل.

ويحدث ما لم يحسب له بحسبان القابع في دار الرئاسة غير البعيد من دار الباشراحيل، حيث اتحد الجنوبيون حول الرمز هشام وشكلوا حزاما رادعا للدفاع عن حرمة الدار وأهلها وتوافدوا من صنعاء وخارجها ومن مختلف الاتجاهات السياسية بما في ذلك الحزب الحاكم، في مشهد نادر لم نجد شبيها له في الجنوب حتى اليوم. أما المرقشي البطل فقد ألصقت به التهم الكيدية ليقبع وراء القضبان منذاك وحتى الساعة.

وما يهمنا جميعا كطلاب حق وإنصاف أن تشمل صفقة تبادل الأسرى مع الحوثيين هذا الفارس الصنديد عميد الأسرى الجنوبيين في سجون صنعاء. وأن أي تجاوز لقضية إطلاق الأسير المرقشي يعني أن هذه الصفقة ناقصة ولن تأتي بنتائج إيجابية إن لم تتضمن المرقشي البطل.
تحية لك أيها الفدائي الشجاع  أحمد عمر العبادي المرقشي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى