الكتاب أولى

>  
همام باعباد
همام باعباد
يعد الكتاب المدرسي إحدى أهم الوسائل التعليمية، نظرا للاعتماد عليه بقدر كبير في توصيل المادة العلمية وتقريرها في أذهان الطلاب؛ فالطالب يحتاج إليه دائما سواء في غرفة الصف من خلال متابعة الدرس مع المعلم أو في البيت عند حل الواجبات واستذكار ما تم دراسته، ويزيد الاحتياج أكثر لدى الطلاب ما دون الصف الثامن نظرا لاعتمادهم الكبير على الكتاب وضعف قدرتهم على التلخيص واللجوء إلى المصادر الأخرى للمعلومة فيكون جهدهم مقتصرا على ما جاء في الكتاب المدرسي فقط.

وما لفت نظري في هذا العام الدراسي هو النقص الحاد في الكتاب المدرسي؛ فتجد كل ثلاثة طلاب في كتاب، ويندر الكتاب عند الجميع في بعض المواد، مما يسهم في تجهيل هذا الجيل، وبكل أسف أن يتزامن هذا مع انعقاد مستمر لورش عمل تهدف إلى جودة التعليم وتحسين مخرجاته، وتغطيات إعلامية لنزولات المسئولين في التربية، ووضعهم أحجار أساس لعدد من المشاريع، بينما لا يلتفتوا إلى ما هو أهم من هذه الخطوات.

يجب أن يحظى الكتاب المدرسي بالأولوية، فالطالب بإمكانه أن يدرس تحت شجرة أو في صف غير مطلي، لكن يتوفر لديه كتاب وسبورة، وماذا تنفع قاعة أنشطة أو حجر أساس لمشروع يجري تنفيذه بسرعة أبطأ من مشية السلحفاة؟!

وما دفعني لكتابة هذه المناشدة هو الإحساس المباشر بمعاناة التلاميذ الذين يتكلفون عناء الوصول إلى المدارس، فلا يجدون أبسط حقوقهم المتمثلة في توفير كتاب مدرسي، ووسيلة مواصلات تقلهم من وإلى مدارسهم، عندها سيأتي البناء السليم، لأن البشر أولى من الحجر والعقول مقدمة على البنايات.

فإلى من يهمه الأمر ارفقوا بالطلاب ووفروا لهم الكتب الدراسية، فإنهم أمانة في أعناقكم، وإنكم مسئولون عنهم، وستقفون بين يدي حاكم عدل لا تنفع الشفاعة عنده ولا تجدي الوساطة شيئا. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى