من يناقش حمار؟!

>
عبدالله الصبيحي
عبدالله الصبيحي
في يوم من الأيام المشمسة، وفي أحد المروج المخضرة، وبمحض الصدفة، التقوا القرد والحمار، وبينما هم يرتعون في المرج الأخضر ، فجأة اشتد الحر عليهم، فاستظلوا تحت شجرة، وكان الصمت هو سيد الموقف، ومن اجل تمضية الوقت، قال القرد للحمار: إن هذه الشجرة خضراء وجميلة.. فقال الحمار: كلا انها زرقاء وبشعة» رد عليه القرد: إنها خضراء.. قاطعه الحمار: لا، زرقاء.. واحتدم النقاش بينهم، وكاد ان يتحول إلى عراك.

وجد القرد نفسه في مأزق لا يحسد عليه، وانه سيكون هو الاضعف اذا حدث عراك، ولن يستطيع مقاومة الحمار، فاقترح القرد على الحمار، قائلاً: طالما وكل واحد منا مازال مصر على رأيه، فلماذا لا نذهب إلى عند الاسد ليحكم بيننا فيما اختلفنا عليه.. فوافق الحمار على المقترح، ولما حان وقت المسير، سار القرد خلفه بمسافة تفصله ثلاثة أمتار، وذلك خوفاً وتحسبا من الحمار في أن يستفرد به ويفترسه في وسط هذه الغابة الكثيفة والموحشة، وعندما وصلوا إلى عند باب عرين الاسد، نادوا الأسد، فخرج إليهم غاضبا وهو يزأر، وقال لهم ماذا دهاكم إيها الأغبياء، لقد احرمتموني إستراحة المحارب، فقال القرد للأسد «لقد جئناك لتحكم بيننا فيما اختلفنا عليه، وقال لهم الأسد، هيا أخبروني ما قصتكم؟ فامتثلوا أمام الأسد، فقال القرد «نحيط سيادتك علما بأنه في يوم من الأيام وبمحض الصدفة ألتقينا انا وهذا الحمار في أحد المروج الخضراء، وبينما نحن نرتع، فجأة اشتد الحر علينا فاستظلينا تحت شجرة، فقلت للحمار لتمضية الوقت ان هذه الشجرة خضراء وجميلة، فرد عليّ الحمار كلا انها شجرة زرقاء وبشعة.. قلت أنا لا إنها خضراء، فقال لي زرقاء، لا فأنا اصررت على إنها «خضراء»، بينما الحمار أصر هو بأنها زرقاء، حتى احتدم النقاش بيننا وكاد ان يتحول إلى عراك، فوجدت نفسي وحتى لا يتحول نقاشنا إلى عراك فسأكون أنا الأضعف ولن استطيع مقاومة الحمار، لهذا جئنا إليك يا ملك الغابة لتحكم بيننا.

 فحكم الاسد على القرد باسبوع سجن، وعلى الحمار العفو.. فضحك الحمار على القرد المغرور بذكائه، وفي نهاية الأسبوع زار الأسد القرد في سجنه، فقال القرد معاتبا للأسد، ماذا دهاك أيها الأسد لتحكم عليّ، ذلك ليس عدلا، فقال الأسد للقرد نجيتك من الحمار الارعن، وإلا سيأكلك ولن تنجو من ركلته.. رد عليه القرد: مبرراتك غير مقنعة، فإنني لا زلت مستاءً منك ومن حكمك غير العادل، فقال الأسد: إيها القرد المتذاكي، بالله عليك قل لي «من يناقش حمار؟!».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى