لن ننسى شهداءنا

> عادل المدوري

>
يستحيل أن شعب يتطلع لبناء حاضرته ومستقبله واستعادة دولته أن ينسى تضحيات أبطاله الميامين في مختلف الجبهات، الذين ضحوا بأروحهم من أجل تلك التطلعات ودفاعاً عن الوطن وعن سيادته واستقلاله، فكلنا نفتخر ونعتز بدماء شهدائنا البواسل؛ لأنهم من خيرة أبنائنا، ولهم نقف إجلالا واحتراما، ونُحني هاماتنا وفاءً للأوفياء الشجعان، وكل ما يقال عنهم لا يفيهم حقهم؛ لأننا نتحدث عن أبطال جادوا بأرواحهم الطاهرة والزكية فداء لهذا الوطن، فيستحقون أن يُخلد ذكراهم، وتسجل أسماؤهم بأحرف من ذهب.

قدم الجنوب وما زال يقدم آلافاً من الشهداء في سبيل الدفاع عن الحق والدين والهوية ومحاربة الإرهاب وصد المعتدين الطامعين. فمن شهدائنا نتعلم الوطنية وحب تراب الوطن، وأن نعمل جميعا كي نكون على قدر التضحيات الجسام، وأحلامهم في استعادة عزة وكرامة الجنوب. وإثبات قوة وصلابة هذا الشعب في تجاوز ومواجهة الانتكاسات مهما كانت حجمها، فلدينا رجال أشاوس قادرون على تخطي الصعاب، وتحقيق الأهداف، واستنهاض الشعب؛ كي نصل بالجنوب إلى المكانة التي يستحقها بحكم موقعه الهام في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن.

ما نأمله من الدولة أن تولي عائلات الشهداء مزيداً من الرعاية والاهتمام، وليس مجرد جمعية لتوزيع الهبات والمعونات توازيهم بالفقراء والمعوزين ومنسوبي صندوق الرعاية الاجتماعية، يتوجب على الدولة، ومن خلال وزارة الداخلية وإدارة رعاية أسر الشهداء، وضع آلية موحدة لمكافأة أسر الشهداء مكافأت مجزية؛ لإيفائهم بالنذر القليل على صنائعهم العظيمة، يتم من خلالها صرف مبالغ مالية لأسر الشهداء، ومن في حكمهم، وتسديد وإسقاط جميع الديون والقروض، إن كانت عليه ديون وقروض، مستحقة الدفع، واعتماد راتب يغطي حاجة العائلة ويحسّن من المستوى المعيشي، وتوفير السكن من خلال إنشاء مناطق سكنية لأسر الشهداء، أو صرف أرض مع غرض مالي للبناء، كذلك توظيف أحد الأبناء، وإعطاؤهم الأولوية في الابتعاث إلى الخارجي للتعليم والتوظيف.

هذه الإجراءات على الرغم من بساطتها على الدولة لكنها ستعزز وتأصل حب الوطن وروح الانتماء له، وتوطد العلاقة بين الدولة وعائلات الشهداء، وتغرس في نفوس عائلات الشهداء قيماً عظيمة، وتشجع بقية أبناء الشعب على التضحية والاستبسال والذود عن تراب الوطن الغالي وحمايته وصون مكتسباته.
فلنتوقف قليلاً، ونجعل من دماء شهدائنا منطلقاً لتوحيد كلمتنا وصفنا وجمع شتاتنا والتصالح والتسامح فيما بيننا، ومد جسور التواصل بين أبناء الجنوب؛ لنستعيد قوتنا ومجدنا وعزتنا.
 
رحم الله شهداء الجنوب رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جناته، وألهِم أهاليهم الصبر والسلوان، وجزاهم الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن يعيد دولة الجنوب عربية إسلامية قوية، وأن ينعم أبناء الجنوب بحياة كريمة ومستقبل مشرق.. اللهم آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى