الرواية المفقودة (قصة قصيرة)

> همام عبدالرحمن باعباد

>
همام عبدالرحمن باعباد
همام عبدالرحمن باعباد
​كنت أشعر بأني أعيش أحداثها ولست كاتبها فقط؛ إذ كنت أرى نفسي أحد شخوصها، وعندما أقرأها أحس بأنها قد كتبت كما يجب أن تكتب ولا يمنع هذا من وجود اعترافي المسبق بقصور حكمي على عمل من إنتاجي بل وعدم صحته أصلا، لكن ما أوحى لي بذلك هو شعور جال بخاطري واحساس تمكن من وجداني أثناء الفراغ من كتابتها، فقد كنت أستمتع كثيرا عندما أسطر أحداثها وأجد رغبة عارمة في كتابة فصولها اللاحقة لما تملكني من إعجاب بما كتبت فيها سابقا فكان لزاما علي إكمالها.

وكم كنت فرحا عندما وجدت أني قد أكملتها لأشاهد الحلم قد أصبح حقيقة، لكن ذلك لم يدم طويلا، إذ سرعان ما فقدت الدفاتر التي كانت تحتويها ليتحول الفرح حزنا وتناثر ما بقي لدي من احتمالات العثور عليها بعد محاولات بحث عديدة باءت جميعها بالفشل العارم، ثم تسرب اليأس إلى نفسي بعدما رأيت أن العثور عليها عاشر المستحيلات، غير أنه بقي هناك إحساس في داخلي يهتف بأنها موجودة، فعدت مجددا للبحث حتى إذا ما بلغ بي اليأس مبلغا وظننت بأن إعادة كتابتها أصبح واقعا مفروضا رغم صعوبة المهمة بفعل غياب التفاصيل واختلاف الجو الآني عن المصاحب لكتابة القصة، كما إن إعادة صياغتها بالشكل المطلوب ضرب من الصعوبة؛ نظرا لبعد العهد بها إذا بعيني تبصر الدفاتر التي كتبت فيها لتكتب لي سعادة أخرى تتوازى مع تلك التي تملكتني عندما انتهت من كتابتها بادئ الأمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى