> د. نايف علي صالح
سأله: لماذا لم يعد يخطر على بالك تلك الوجوه؟!
أولئك هم من عرفوا معادن الرجال، لذلك ستظل رائحتهم المسك والطيب الذي تشدك وتجذبك إليهم.
وبينما هم يواصلون الطريق فإذا به يمر أمام أحد مبانيهم لفظ تلك التنهيدة الطويلة حتى لكأنها أخرجت معها أحشاءه الممزقة.
أجاب: لا تقلق كل شيء على ما يرام، فأنا لم أعد أنتظر شفقة أو رحمة من أحد، لأني أعلم أن كل شيء بيد أرحم الراحمين الذي لا يخيّب كل من وكل أمره إليه.. قال: ماذا تحب أن تقول لهم؟.. فأجاب: قل لهم تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس وأصلحوا أنفسكم فحسب.
بما إني أسمع إشادتك بهم في معظم الأوقات إن لم يكن في جميع الأوقات.. هناك فرق بين من أشيد بهم وبين من (نشد) منهم، فشتان بين الاثنين ..قال كيف؟.. أجاب: الذين أشيد بهم دائماً هم النبلاء والعقلاء والرائعون منهم.
لقد تمكنوا أن ينقشوا أسماءهم في قلوب كل من عرفهم بأحرف من ذهب وعرف شهامتهم الأصيلة بقدر أصالة الآباء والأجداد.. لكن الشيء المحزن والمؤلم أنه لا صوت يعلو على صوت الحمقى الذين اعتادوا على إيذاء الآخرين.. هؤلاء من تعودوا أن يتذاكوا على من يجلهم ويعزهم بصدق، متوهمين بأنهم يحققون سبقا وإنجازا فريدا.. لا أخفيك أنهم تعودوا أن يعضوا اليد التي تمتد إليهم، ويعشقوا من يلمعهم لأغراض في نفسه.
سأله رفيقه: ما بال هذه الآه المصحوبة بالحسرة والألم؟!