قصة شهيد: محمد جازع لصور العولقي (المعلم الرياضي المجاهد)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد محمد جازع أحمد لصور العولقي من أبناء مديرية الصعيد محافظة شبوة، ولد الشهيد في محافظة شبوة بمديرية الصعيد عام 1973م، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة الصعيد الموحدة وواصل تعليمه الثانوي بثانوية الشهيد عزيز في مديرية الصعيد، ثم التحق بحقل التعليم بمكتب التربية والتعليم بمحافظة شبوة بالصعيد بدرجة معلم، وعند افتتاح كلية التربية شبوة واصل دراسته العليا وحصل على دبلوم عالٍ، وهو أب لثلاثة أولاد هم: مجدي وجازع وعبدربه وأربع بنات.. وكان الشهيد لصور، رحمه الله، من أفضل الرياضيين وغني عن التعريف في مجال معشوقته، كرة القدم.. حيث انضم إلى نادي الصمود بالصعيد في عام 1982 ومثّل منتخب مدارس ثانويات المحافظة».

ويردف قائلا: «وكان الشهيد البطل محمد جازع أحمد لصور العولقي معلما ذا خبره واسعة، ورياضيا خلوقا، وظل مهتما بالرياضة رغم الإصابة التي أبعدته عن الملاعب بعد إصابته عام 1988م، لكنه خصص جهده في التنظيم والإدارة الرياضية، حيث التحق بالعمل الإداري لنادي الصمود وشغل منصب مسئول النشاط الرياضي بالنادي لأكثر من مرة حتى نهاية العام 2005م.. وكان الشهيد محبوبا في مجتمعه وبالأخص من قبل فئة الشباب، وكان يلقى الاحترام من قبل الجميع ويتميز بالسلوك الحسن، وهو شخصية اجتماعية وخدوم ومحب للأعمال الخيرية والتطوعية، وكان شخصية تجتمع فيها كثير من الصفات التي تجبر الآخرين على احترامها».

وتابع: «كان الشهيد البطل محمد جازع أحمد لصور العولقي، رحمه الله، مطلع على الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تمر بها البلاد وكان يحذوه الأمل مثل غيره من الشباب بأن تتحسن الأحوال، ويطمح إلى أن يرى وطنه يزدهر ويتقدم أسوةً بغيره من الأوطان المجاورة، لكن أحلام الشهيد كانت تصطدم بواقع فرضته سياسات النظام التي حولت الوطن إلى إقطاعيات وزعتها وفق سياستها التي رسمتها بطريقة احتواء الشعب والوطن بمتنفذين يتقاسمون خيرات الوطن ويحمون النظام وأجهزته الفاسدة».

 ويختتم بالقول: «وما أن لاحت في الأفق بوادر التغيير وخصوصاً في محافظات الجنوب حتى أصبح الشهيد يرى بارقة أمل واستعد للمشاركة مع رفاقه من الشباب الطامح لبناء وطن تسوده العدالة الاجتماعية وتؤسس فيه مؤسسات التنمية والرقي والازدهار، لكن كانت عجلة قوى النفوذ وأصحاب المصالح قد دارت نحو التصعيد والحسم العسكري وإخضاع الشعب والأرض من جديد للاحتلال والنهب ومصادرة الحقوق، وعندها اقتنع الشهيد بأن لا مناص من خوض معركة الدفاع عن البقاء وعدم التسليم للمجهول، وما أن سمع رجال المقاومة ينادون (حيا على الجهاد) حتى حمل سلاحه والتحق بجبهة العزة والشرف في مفرق الصعيد وظل مرابطا ومجاهدا مع رفاق السلاح بقيادة شيخ المقاومة الشيخ صالح فريد بن محسن العولقي.

 وكان الشهيد البطل لصور ثُنائي مع الشهيد سامح العنب (أبو عاقلة)، وكانا- رحمة الله عليهما- مع بعض في خندق واحد، وسقط البطل محمد جازع أحمد لصور العولقي شهيدا مقبلا غير مدبر في موقع المنقاش بتاريخ 22/5/2015م، هذا التاريخ المشؤوم الذي دفع الشباب والشعب ثمنه نتيجة الخطأ السياسي القاتل للقيادات الجنوبية، وهو تاريخ وحدة الفيد والضم والإلحاق التي كانت خطأ سياسيا تاريخيا دفع جميع الجنوبيين ثمنه ومازالوا يدفعونه حتى اليوم. رحم الله الشهيد البطل محمد جازع أحمد لصور العولقي وجميع شهداء المقاومة الأبرار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى