قصة شهيد: صالح حسن فرج اليسلمي (صمود واستبسال)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل صالح حسن فرج اليسلمي من أبناء محافظة شبوة مديرية الصعيد، ولد الشهيد في مديرية الصعيد بتاريخ 20/6/1997م، وعاش وترعرع في أسرة كريمة معروفة، ورفدت الحركة الوطنية بعدد من المناضلين، وقدمت عددا كبيرا من الشهداء في مختلف المراحل الوطنية، وهو الابن الأكبر للناشط في الحراك الجنوبي حسن فرج عوض، حيث تشرّب الشهيد الحس الوطني والنضالي خلال فترة النضال السلمي وكان مرافقا لوالده في كثير من نشاطات ومسيرات الحراك الجنوبي. وكان شهيدنا البطل يحلم ويخطط لمستقبله الذي بدأه بمشوار الدراسة بتفوق ينشد مراتب عليا في التعليم وعلى أمل أن يسهم في بناء وطن يحقق أحلام الشباب، كل ذلك كان في مخيلة الشاب صالح وهو يكمل دارسته الثانوية بعد أن درس المرحلة الابتدائية والأساسية في الصعيد وواصل دراسته إلى أن أكمل الصف الثالث الثانوي، وقد حصل على رقم الجلوس للامتحان النهائي لكن كان القدر قد اختار الشهيد ليكون ضمن كوكبة كبيرة من شباب شبوة والجنوب الذين قدموا حياتهم رخيصة للذود عن حياض الوطن وحمايته من الغزاة والمحتلين».

ويردف قائلا: «عندما نادى المنادي (حيا على الجهاد) التحق الشهيد البطل صالح حسن فرج اليسلمي كغيره من الشباب المقاومين بجبهة مفرق الصعيد وظل مرابطا هناك حاملا سلاحه وأخذ مكانه بين رفاق السلاح.. وكان الشهيد يخوض مع رفاقه معارك كانت من أشد المعارك التي خاضتها المقاومة ضد الغزاة، بعد أن عززت المليشيات والحرس الجمهوري مواقعها بأفراد ومعدات جلبتها من المعسكرات الموالية لها في محافظة شبوة ومن صنعاء، حيث كان هناك ما يقارب ستة ألوية عسكرية مشاة وميكا متواجدة في مناطق شبوة وفي وصحرائها تحمي مصالح المتنفذين في حقول النفط، وقد أعلنت هذه الوحدات العسكرية الولاء لعفاش والحوثي.

وكان الشهيد قبل استشهاده بيوم مرابطا مع مجموعة من الأبطال فوق الجبل المطل على مفرق الصعيد والذي هو الآن موقع لقيادة نخبة محور الصعيد، وبعد أن استطاعت القوات المهاجمة وتعزيزاتها تجاوز موقع المقاومة في عقبة خمر والحمراء وفتح الحوثة جبهتين جبهة من اتجاه المناقيش وجبهة من الخط الإسفلتي..

كان الدور البارز للشهيد ومجموعته فوق الجبل هو إيقاف تقدم المليشيات بالخط الإسفلتي من فوق الجبل بسلاحهم الشخصي ومعدل وحيد، وتمكن الأبطال في موقع الشهيد صالح من وقف تقدم المليشيات والحرس وتصدوا لهم طول يوم الجمعة 23/5/2015 وفي مساء اليوم نفسه انسحب من انسحب واستشهد من استشهد وأسر من أسر، وظل الشهيد ورفاقه مرابطين طول يوم ومساء الجمعة حتى فجر اليوم التالي بدون نوم ولا أكل أو ماء يقاتلون بكل شجاعة واستبسال.. وفي صباح السبت 24/5/2015م التفت القوات المعادية عليهم من عدة جهات».

ويختتم قائلا: «حاول والد الشهيد صالح  والقيادي في الحراك والمقاومة خلدون المجعلي الاتصال به وإقناعه بالانسحاب حفاظا على حياته لكن رده كان حازما وقال (والله لن انسحب إلا شهيدا ولن انسحب وأنا مازلت أحمل ذخيرتي وسأقاتل بها حتى تنفد)، وبعد أن تأكد الشهيد أن القوات الغازية قد أحكمت الحصار عليهم اقترح على رفاقه أن يتم انسحابهم وسيكون هو من يغطي ظهورهم من النار فوافق زملاؤه وطلبوا منه الانسحاب معهم لكنه رفض وأصرّ على انسحاب رفاقه لسلامتهم وتحجج بأنه مازال يمتلك كمية من الذخيرة بينما هم قد نفدت ذخائرهم، وفعلا نجحت خطة انسحاب رفاقه وبقي وحيدا يقاوم حتى استشهد صباح السبت 24/5/2015م بعد أن تمكن قناص من إصابته بعدة طلقات في الصدر وظلت جثته على ظهر الجبل لمدة يومين انتقاما من الشهيد لما علّمَهم من دروس ألحقت بهم هزيمة مقارنة مع حجم قوتهم وأسلحتهم وحجم وسلاح المقاومة المتواضع.. وبعد تدخل الهلال الأحمر سمح الغزاة بانتشال الجثة وشيع الشهيد البطل في مسقط رأسه في جو عمّه الحزن والأسى، لكن بقيت مآثر الأبطال محفورة في قلوبنا، وستظل مفخرة لكل وطني غيور وللأجيال القادمة..

وفي الأخير نقول لمن يحاول إنتاج الماضي وإعادة العجلة إلى الخلف: قف هنا تضحيات ودماء لن يسمح الشعب وذوو الشهداء بتجاوزها.. رحم الله الشهيد البطل صالح حسن فرج اليسلمي وجميع الشهداء الأبرار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى