دفن الموتى أكبر مشكلة تواجه اليمنيين بمصر

> «الأيام» عن "عربي بوست"

>

تشهد مصر ارتفاعا كبيراً في أسعار المقابر خلال العام الأخير، بنسب متفاوتة من 40% إلى 50%، التي يتراوح سعرها بين 50 إلى 100 ألف جنيه مصري.

وتختلف كل مقبرة أو حوش عن نظيرتها، من حيث عدة اعتبارات، أهمها الموقع والتشطيبات: «تشطيب اللوكس والسوبر لوكس، وغير المشطبة، ومن دون سور».

فقد تحوَّلت المقابر لتجارةٍ رائجة واستثمار، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

اليمنيون يواجهون مشكلةً أكبر بسبب طريقتهم في دفن موتاهم

لم يختلف الأمر كثيراً لدى اللاجئين اليمنيين في مصر، فالأمر ذاته تواجهه العائلات اليمنية المقيمة في مصر بعد الحرب الدائرة في بلادهم منذ ثلاث سنوات.

فبالرغم من وجود كثير من المقابر التي تبرَّع بها رجال أعمال وكبار العائلات لدفن أبناء الجالية اليمنية، فإن مأزقاً أكثر حدة يواجهونه بسبب اختلاف طريقة الدفن عن السوريين والمصريين.

فطريقة الدفن اليمنية تقوم على تخصيص قبر مستقل لكل ميت داخل المقبرة، ويمنع جمع الرفات مع أموات جدد في المكان نفسه إلا بعد سنوات.

وكان ثمة اتفاق بين حكومة اليمن وخطوط الطيران اليمنية، يقضي بأن تُنقل جثامين المتوفين في مصر إلى اليمن مجاناً، حيث كان تخرج نحو 13 رحلة طيران أسبوعيا من مصر لليمن.

لكن مع تصاعد حدة الحرب وإغلاق المطارات وتوقف رحلات الطيران بدأت مشكلة البحث عن مقابر لدفن الموتى في مصر.

والسفير اليمني السابق يطلق مبادرة لحل مشكلة المقابر

وأطلق سفير اليمن السابق، في مصر، الدكتور عبدالولي الشميري، مبادرةً لتوفير مقابر لليمنيين غير القادرين في مصر، لمواجهة مشكلة عدم وجود مقابر.

وذكر الشميري لـ»عربي بوست» أن «رجال أعمال وأعياناً من اليمن وفَّروا مقبرتين بمنطقة البساتين، لكنهما امتلأتا عن آخرهما، فاشتريا 3 مقابر جديدة بمدينة السادس من أكتوبر، حتى امتلأت أيضاً.

وقال إن «محاولة إعادة الجثمان إلى مسقط رأس المتوفَّى في اليمن باتت أمراً غاية في الصعوبة؛ نظراً لأن تكاليف النقل باهظة، لا يمكن حتى للعائلات الغنية تحمُّلها، إضافة إلى أن الطرق الداخلية في اليمن وعرة جداً وخطيرة، خلال الانتقال من مدينة إلى أخرى، فضلاً عن توقف رحلات الطيران».

وأضاف الشميري: «إننا أمام كارثة كبيرة، فالتبرّعات قليلة والمقابر أسعارها مرتفعة، وتمتلئ بسرعة».

وقال: «نأمل أن نتمكن من تخفيف معاناة أبناء الجالية الفقراء، الذين يعانون من ظروف معيشية قاسية في الحياة والموت».

وأضاف»أن لدينا معضلة كبيرة في طريقة الدفن اليمنية، حيث يجب أن يخصص لكل ميت قبر مستقل، بشاهد مكتوب عليه اسمه وتاريخ وفاته، وتُحفر القبور متجاورة داخل المقبرة، ولا يمكن أن يُجمع الرفات بعد ذلك ليدفن وافد جديد، لذلك تمتلئ المقابر سريعاً ولا تقبل المزيد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى