جرحى الحرب يشكون الإهمال.. فمن ينقذهم؟

> عدن «الأيام» معين الصبيحي

> ما تزال معاناة جرحى الحرب، الذين جرحوا وهم يدافعون عن الوطن في مختلف جبهات القتال، مستمرة ولم يحظوا بأي اهتمام من قبل أي جهة.
الجرحى يشكون الإذلال وإهمال علاجهم في مختلف المستشفيات المحلية والخارجية.

فقصص وحكايات كل الجرحى لم تنشر بعد عبر وسائل الإعلام، فهناك جرحى كثر عجزوا عن العلاج وشراء أقدام صناعية في ظل عجز أسرهم عن توفير لقمة العيش دون أن تتحرك الجهات المعنية تجاه قضيتهم.

«الأيام» سلطت الضوء على معاناة عدد من الجرحى الذين سقطوا في جبهات الساحل الغربي بالحديدة، وحاليا يرقدون في مستشفى «النور» بمدينة السنافر في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن، حيث بدأنا لقاءتنا مع الجريح هشام أحمد طريش، من اللواء الأول مشاة، والذي قال «كنت أقاتل منذ أشهر طويلة في جبهات الساحل الغربي ضمن صفوف اللواء الأول مشاة بقيادة محمد عبد سالم العلقمي (أبو ذياب) دفاعا عن العقيدة والدين والعرض والأرض، وأصبت قبل حوالي شهر ونيف في قدمي برصاص قناص حوثي في منطقة (إخوان ثابت)، والحمد لله تم إسعافي مباشرة إلى عدن لتلقي العلاج، ولكن للأسف الشديد منذ إسعافنا وحتى اللحظة نعاني من إهمال كبير».

وأضاف لـ«الأيام»: «لقد تخلت قيادتنا عنا، حيث واجهنا صعوبة كبيرة في توفير قيمة العلاج».
وتابع «من يصدق أنه منذ إسعافي إلى المستشفى وحتى اللحظة لم أستلم سوى مائة ألف ريال فقط عبر مندوب اللواء الذي يتردد على المستشفى يوميا، وهذا المبلغ لم يفِ بغرضي ولم يقضِ حاجتي، الأمر الذي دفعني إلى أكل مرتباتي، والاقتراض من الناس للعلاج ولمصروفي ومصروف مرافقي بالمستشفى».

واستطرد «يعلم الله أني تركت أسرتي في البلاد منذ إصابتي بدون مصاريف ووكلت والدي بهم وهو مواطن بسيط وعلى راتب تقاعدي محدود لا يتجاوز الخمسين ألف ريال، وأصبحت أحوال توفير مصروفي ومصروف مرافقي وقيمة علاجي بالمستشفى».

واختتم «أطالب قياداتنا بالاهتمام بعلاجنا في الداخل والخارج حتى نتماثل للشفاء التام، وأن يرعوا أسرنا وأطفالنا، وإيصال كافة مستحقاتنا المالية إلى أيدينا».
من جانبه، قال الجريح سالم محمد محمد الحاكم العلقمي، من أفراد اللواء الأول مشاة في الحديدة، والذي يتبع قوات طارق صالح، ويقوده محمد عبد سالم (أبو ذياب)، حيث سقط في جبهة الساحل الغربي قبل شهرين: «صحيح أن العلاج في المستشفى على حساب الدولة، لكننا نعاني من الإهمال ومن عدم استلامنا لمستحقاتنا».

وأضاف لـ«الأيام»: «لم نستلم طيلة فترة رقودنا في المستشفى إلا مبالغ رمزية بسيطة».
بدوره، قال عباس عوض أحمد سعيد، في نفس لواء العلقمي: «في الجبهة تصرف لكل مقاتل مبالغ مالية وللجرحى مثلهم لكنها لم تصل إلينا».

وطالب قيادة اللواء بضرورة الاهتمام بعلاجهم وإيصال كافة مستحقاتهم إليهم، دون تعرضها للاستقطاع.
مصادر تؤكد أن أحد الجرحى في مستشفى النور بعدن حاول الانتحار تعبيرا عن غضبه وعن إهمال الجهات المعنية لهم.​


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى