> كتب/ الشيخ عبدالله الحوتري
منطقة المراقشة التابعة لمحافظة أبين تمتد شرقا إلى مشارف مدينة أحور.. طبيعتها سلسلة جبلية واسعة، صعبة المسالك، سكانها منهم من لا يزال يعيش حياة الحل والترحال، ومنهم من استقر في قرى متناثرة عند أطراف السلسلة الجبلية للأودية بعد أن تعاونوا على سحب مياه ينابيع في أعالي الأودية، وشقوا الطرقات الترابية من الخط الساحلي إلى قراهم بمبادرات طوعية، وظلوا متشبثين بالبقاء في مناطقهم في ظل ظروف حياتية غاية في الصعوبة.
فقر وبطالة
وجهت أسئلة لبعض سكان المراقشة القاطنين على الشريطين الجبلي والساحلي عن كيف صبرهم على هذه الحياة القاسية التي يعيشونها في ظل الفقر؟ ولماذا لا ينتقلون إلى مناطق أخرى يجدون فيها حياة أفضل؟.. فأجابوا بكل عزة وكرامة بالقول: «إن الحياة مع فقر مستور أفضل من البحث عن حياة تنكشف فيها عورات الفقراء»، سيظل هذا الرد يرن في أذني.. إنه خيار كبرياء النفس وإن كان الثمن الموت جوعا.

توجد في بعض القرى في الشريطين الجبلي والساحلي مبانٍ بعضها لم يكتمل لكن لا تتعدى الدراسة إلى الصف السادس، وتوجد في المركز الإداري للمنطقة (خبر المراقشة) مدرسة واحدة متكاملة للمرحلة الموحدة..
أما مدارس القرى فلا يصل لها أبناء المناطق البعيدة سواء في الجبل أو الساحل فيحرموا من التعليم.. وأبناء القرى الدارسين في مدرسة القرية لا يستطيعون مواصلة الدراسة في مدرسة «الخبر» لعجز أهلهم عن تحمل مصاريفهم..
الرئيس الشهيد «سالمين» رحمه الله، في زمنه عالج هذه المشكلة بفتح قسم داخلي لأبناء البدو الرحل ووفر معلمين متنقلين في منطقتي المراقشة (الجبلية والساحلية) لمحو الأمية، وبعد استشهاده استمر القسم الداخلي للطلاب على نفقة وزارة الدفاع إلا أنه توقف بعد الوحدة المشؤومة.
مشاريع خدمية لم ترَ النور
لازال أبناء منطقة المراقشة - الجبلية والساحلية - يحتفظون بعدد من أحجار تأسيس لبعض الخدمات التي لم ترَ النور حتى اليوم، ويقولون سنحفظها ونريها أبناءنا جيلا بعد جيل ليشهدوا على من تولى وكذب على الناس.. وقد سجلوا على أحجار التأسيس أسماء من وضعها..
سنتجاوز عن طرح الكثير من متطلبات المنطقة ونكتفي بطرح الثلاث القضايا أعلاه ونؤكد على مدى حاجة أبناء هذه المنطقة لحلول عاجلة سواء عبر السلطات أو عبر المنظمات الدولية الداعمة.. فمن يلتفت لهذه المنطقة ويزيل ولو جزءا من معاناة أبنائها؟

نرسل نداءات استغاثة ورسائل عاجلة إلى جميع الجهات المعنية سواء الرسمية أو المنظمان والمؤسسات المحلية والدولية بضرورة الالتفات لمنطقة المراقشة المغيبة.. وندعو إلى:
- ضرورة توفير فرص عمل ووسائل عمل (قوارب ومعدات اصطياد وغيرها) لحل مشكلة الفقر والبطالة..