> تقرير/ خاص

مواطنون: نضطر لتغطية الأعمدة المكشوفة بالكراتين

 أدى إهمال الجهات المعنية في مؤسسة الكهرباء والبلدية بالعاصمة عدن والتعديات التي طالت أعمدتها في الشوارع من قِبل البعض بإزالة أغطيتها بغرض السرقة إلى بروز الأسلاك وهو ما جعلها تُشكل تهديداً خطيراً ومباشراً على حياة المواطنين لاسيما الأطفال.
وأوضح الصحفي حيدرة الكازمي أن مسؤولية إهمال أعمدة الإنارة تقع على عاتق الجهات المعنية وبعض أفراد المجتمع على حد سواء، الأمر الذي بات ينذر بنتائج كارثية قد تصل للموت، داعياً الجميع إلى حمايتها والمحافظة عليها من المخربين، حتى لا يتعرض المواطنون لمخاطرها.

الربط العشوائي
فيما أشار المواطن صالح الحكم إلى أن السبب الرئيس وراء خروج الأسلاك هو الربط العشوائي الذي يقوم به بعض المواطنين بهدف توصيل خطين للتيار من الأعمدة الكهربائية أثناء انقطاعه في فصل الصيف، معيدًا هذه المشكلة إلى غياب دور الرقابة بقسم الإنارة في عموم مديريات العاصمة عدن.
فيما لفت المواطن فارس سعيد إلى أن «غياب دور قسم الإنارة بالبلدية أدى إلى توسع انتشار خروج الكابلات من الأعمدة في الشوارع الرئيسية والحواري، ليشكل مؤخراً مؤشرًا خطيراً على حياة المواطنين لاسيما الأطفال ممّن يلعبون بالقرب من المكشوفة منها».

وأوضح لـ «الأيام» بأن «الأهالي وكعملية احترازية يقومون بتغطية هذه الأعمدة بالكراتين وربطها بالأسلاك حتى لا تكون عرضة للأطفال».
وطالب السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ أحمد سالم رُبيع بإصدار توجيهاته للمؤسسة العامة للكهرباء والبلدية قسم الإنارة للاضطلاع بمهامهم في صيانة الأعمدة الكهربائية المكشوفة في الشوارع التي تحولت إلى كابوس يلاحق المواطن في كل مكان بالمدينة.
 

موت مجاني
بدوره قال الأكاديمي في جامعة عدن مجيب الرحمن حسين محمد: «لقد بات من المؤكد أن هذه الأعمدة تُشكل خطورة على حياة الناس من شيوع الحوادث التي تسببت بها للناس وخصوصا الأطفال، ولو أن هناك إحصائية دقيقة لعدد من أصيبوا أو ماتوا بسبب هذه الأسلاك لكانت الصدمة، كما أن هذه الأسلاك أصبحت نوافذ لبيع الموت المجاني للناس وهي خطرة للغاية إذا لم تتدارك المؤسسة العامة للكهرباء في تغطيتها وتحصينها».

وأضاف لـ «لأيام»: «يتوجب على الجميع المساهمة في توضيح ضررها والتواصل مع البلديات لإزالة هذه الأخطار.. ولنكن صريحين فيمن هو المتسبب بهذا الأمر، لا اعتقد أنه إهمال من الجهات المسئولة بل من أولئك الناس الذين امتهنوا وظيفة التوصيل العشوائي، وأقول للأسف امتهنوا في ظل غياب الأمن والقضاء لردع مثل هذه الاختلالات، ولهذا يتوجب على الجهات المسئولة تحريك جهات الأمن على متابعة من يقوم بهذه الأفعال بل يجب على الجميع التنبه لهذا الأمر الخطير».

مشكلة حقيقية
وأشار خليل مقبل أحمد مدير إدارة التقييم والمتابعة صندوق النظافة والتحسين إلى أن «العديد من الأطفال تعرضوا للصعق الكهربائي في كثير من المناطق نتيجة لانكشاف كابلات الإنارة، بفعل الكسور التي تتعرض لها من قبل البعض ممن يعمدون إلى توصيل التيار الكهرباء إلى منازلهم أو أكشاكهم أو محالهم التجارية عن طريق الربط العشوائي، بل إن هناك أسلاكا في المناطق الشعبية أصبحت تُمثل مشكلة حقيقة فضلاً عن إعاقتها للسيارات الكبيرة من الدخول إلى بعض الأحياء واستحالة دخول السيارات الخاصة بالنظافة.. وعبر «الأيام» أدعو المتخصصين بالعمل على إصلاح هذه الأعمدة، ونتمنى من السلطة المحلية دعمهم».
 

غياب المسؤولية
فيما أوضح موظف بإدارة الكهرباء لـ «الأيام» أن «حادثة خروج الكابلات من الأعمدة ليس بجديد، وأنه عائد لأسباب متعددة أبرزها عدم شعور المجتمع بالمسؤولية تجاه المصالح العامة، كقطع خطوط شوارع مراراً كما حصل مؤخراً في بلوك 23 المنصورة بفصل نحو 12 عمودا من طرف الشارع عبر صندوق تحكم، بالإضافة إلى الربط العشوائي في الأحياء غير مبالين في ذلك من خطورة هذه الخطوة التي يقومون بها على أنفسهم ومنازلهم وما تحتويه من أجهزة وغيرها».

وأضاف: «كثيراً ما قدمنا الإرشادات والنصائح بهذا الخصوص للسكان غير أنهم لم يضعوا لإرشاداتنا أي اهتمام الأمر الذي نضطر بموجبه بعض الأحيان إلى فصل التيار الكهربائي عن أعمدة الشارع بالكامل ومثلها بقية الشوارع في الأحياء، وهناك عدة شوارع يتم فصلها عبر صندوق التحكم أو نقطة تسمى B .I.C BOX من قبل موظف البلدية تفاديًا لخطورة خروج الكابلات حفاظاً على سلامة وحياة الأطفال والمارة من وقوع أي كارثة، وهذا في العادة يتم بعد أن نصل إلى طريق مسدود مع المواطنين».