بعلم الجنوب والموسيقى العسكرية.. الآلاف يشيعون اللواء الزنداني بعدن

> عدن «الأيام» منير النقيب

>
شيعت صباح أمس الثلاثاء حشود جماهيرية كبيرة من أبناء الجنوب جثمان الشهيد المناضل اللواء الركن صالح قائد الزنداني، نائب رئيس هيئة الأركان العامة، في موكب جنائزي مهيب إلى مقبرة أبو حربة بمدينة الشعب، بعد الصلاة على روحه الطاهرة بجامع حقات بمديرية صيرة، فيما أدت جموع كبيرة من أبناء الجنوب، وقيادات جنوبية من المجلس الانتقالي الجنوبي، ومسؤولون حكوميون، وشخصيات اجتماعية، وقيادات أمنية كبيرة من قوات الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد، ومدراء إدارات وأقسام الأمن بالعاصمة عدن، الصلاة على روح الشهيد الزنداني مرة ثانية في جامع الخير بمديرية خورمكسر.

الصلاة على روح الشهيد الزنداني بجامع الخير
الصلاة على روح الشهيد الزنداني بجامع الخير

وخيمت أجواء من الحزن على وجوه الحشود المشيعة التي توافدت من (الضالع، ولحج، وأبين، وعدن) لتوديع القائد الزنداني، في مسيرة جنائزية صاحبتها صور الشهيد وأعلام دولة الجنوب على امتداد موكب التشييع من جامع الخير بخور مكسر إلى مقبرة أبو حربة.  

وفيما يخص المراسيم الحكومية أدى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ونائب رئيس الوزراء د. سالم الخنبشي، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن بحري عبدالله سالم النخعي، ومدير أمن العاصمة عدن اللواء شلال علي شائع، وعدد من الوزراء والمحافظين وقيادات الدولة، بجامع حقات بالعاصمة عدن صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الذي استشهد الأحد متأثراً بإصابته التي تعرض لها في الحادثة الإجرامية التي استهدفت قاعدة العند العسكرية، ونفذتها ميليشيا الحوثي باستخدام طائرة مسيّرة.

مراسيم الدفن
مراسيم الدفن
وعقب صلاة الجنازة ومراسيم التشييع، عبّر نائب رئيس الوزراء، عن حزنه العميق باستشهاد اللواء الركن صالح الزنداني، كما قدم المهندس الميسري، واجب العزاء لأبناء وأقارب الشهيد، وكافة منتسبي القوات المسلحة والمؤسستين العسكرية والأمنية.

وكان جثمان شهيد الوطن الزنداني قد لُف بعلم دولة الجنوب الذي طالما دافع عنه ببسالة وصمود في الكثير من المعارك الخالدة، وعزفت الفرقة العسكرية مقطوعة الحداد والوداع الأخير للشهيد بعد حياة حافلة بالعطاء والبطولات والإنجازات العسكرية.


وأشاد الميسري بمناقب الشهيد وإسهاماته الجليلة في مختلف مراحل حياته العسكرية، مؤكداً أن باستشهاد اللواء الركن الزنداني خسر الوطن واحدا من أكفأ القيادات العسكرية في القوات المسلحة التي عُرف على الدوام بمهنيته ونشاطه وانضباطه ومعرفته الواسعة وإلمامه بتخصصاته العسكرية ووهب جُل حياته لخدمة الوطن والقضايا الوطنية.

ودعا نائب رئيس الوزراء، كافة منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية إلى مواصلة السير على درب الشهيد الزنداني، من جانبه قدم رئيس هيئة الأركان العامة واجب العزاء لأولاد وأقارب الشهيد.

شلال يشارك دفن اللواء الزنداني
شلال يشارك دفن اللواء الزنداني
كما أشاد اللواء النخعي بدور الشهيد النضالي الكبير في إعادة بناء القوات المسلحة بعد تدميرها من قبل المليشيا الانقلابية الحوثية.. مشيراً إلى أنه كان له دور فاعل في تحرير العاصمة عدن إلى جانب زملائه من القيادات العسكرية والمقاومة الجنوبية.

كما قام قائد ألوية الحماية الرئاسية العميد الركن ناصر عبدربه منصور هادي ومدير مكتب رئاسة الجمهوريه د. عبدالله العليمي وعدد كبير من كبار مسؤولي مكتب رئاسة الجمهورية قدموا واجب العزاء في شهيد الوطن اللواء الزنداني، مشيرين إلى مناقب الشهيد في الدفاع عن الوطن وما أظهره من كفائة مهنية خلال مسيرته العسكرية.

الشهيد على لسان رفاقه
وتناول عدد من القادة العسكريين الجنوبيين من أصدقاء اللواء الزنداني وزملائه بالجيش، مآثر الشهيد صالح الزنداني خلال مراحل واجبه الوطني في سلك القوات المسلحة.
وقالوا إن رحيل القائد اللواء الركن صالح قائد علي الزنداني نائب رئيس هيئة الأركان العامة مثل خسارة وطنية كبيرة للوطن ولأهله ومحبيه ومنتسبي القوات المسلحة بشكل خاص.

وأضافوا «إن اللواء الزنداني عرف بكفاءته القيادية المبكرة منذ تخرجه ضمن الدفعة الثانية من ضباط الكلية العسكرية بعدن عام 1976م، ما أهله إلى نيل ثقة مرؤسيه لترشيحه للأكاديمية العسكرية العليا في «فرونزا» بالاتحاد السوفيتي ليعود بعدها للعمل ضمن نخبة الضباط الخريجين الأوائل الذين أسهموا إسهاما فاعلا في تأسيس اللبنات الأولى للجيش المؤسسي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وخصوصا اللواء 25 مشاة ميكانيكا بمنطقه كرش بعد تخرجه من الكلية، ليتنقل بعدها في سبعينيات القرن الماضي في العمل الوطني بين وحدات عسكرية مختلفة من الصبيحة إلى لودر إلى سقطرى وصولا إلى شبوة ضابطا ومؤسسا وإداريا محنكا، وانتقل الشهيد الزنداني في نهاية السبعينيات إلى دائرة العمليات الحربية وكان من الضباط المتميزين بالكفاءة.

وتم تعيين الزنداني عام 1992م مستشارا لنائب رئيس الجمهورية علي سالم البيض للشؤون العسكرية، ليعود بعدها للقتال دفاعا عن الجنوب في حرب صيف 94م، رفضا لوحدة الحرب التي فرضت بالقوة والنار، وتعرض بعدها للإقصاء والتهميش كغيره من الكفاءات والقيادات الجنوبية التي أقصيت من عملها، بعد اجتياح قوات صنعاء للجنوب عام 94م.

وبعدها تم ترتيب وضعه شكليا ضمن 85 قائدا عسكرياً جنوبيا تم إعادتهم بعام 2007 للخدمة العسكرية كمستشارين في هيئة الأركان العامة على وقع اندلاع ثورة الحراك الجنوبي السلمي الرافض للإقصاء والظلم والتهميش الذي طال الجنوبيين.
وتدرج اللواء الزنداني بعدها في مناصب عسكرية عدة داخل دائرة العمليات، بداية برئيس شعبة إلى نائب مدير دائرة إلى مدير دائرة، ثم رئيس هيئة العمليات المشتركة قبل أن يصبح نائبا لرئيس هيئة الأركان منتصف العام 2017م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى