لا زال وطني أسيرا

> هاني محمد العولقي

>
هاني العولقي
هاني العولقي
في سجون الظلام والصراع والفساد لا زال وطني أسيرا، لا زال محروما من السلام والأمان في يد من مات فيه الضمير.
لا زال ينزف من جرحه الدامي بلا ضماد، يصرخ وجعا بلا تخدير.. لا زال وطني أسيرا.
من قال إن بلادنا قد حررت وإن جيوشها تحت رايته قد سيرت!

من قال إن العدل يسمو محيانا، وأن الظلم قد زاح من دنيانا.
فكم في شعبنا مظلوم ومن أين العدل قد جاءنا؟!
من قال إن النور قد أشرق وإن ظلامنا قد ولى وقد أخفق،

فأين الشروق ونوره وشعوبنا في جهلها تغرق؟!
فبربكم أين النور وأين العدل والتحرير..؟
أليس وطني أسير..؟

تمضي بنا الأعوام ونحن على قارب في بحرا تهيج به الأمواج.. هناك من سقط فيه ولقي حتفه.
هناك من لا يزال يصارع الموت وهناك الخائف والمرعوب..!
هكذا هي حياتنا لسنا على بر الأمان.

أنا لست محبطا، لدي بحر من الآمال ستكفيني حتى آخر رمق في حياتي.
أنا فقط أكره العيش في أوهام، أشعر وكأن حالنا أصبح كما الأنعام نسير في وطن دون تفكير أو تدبير، بحثا عن الأسباب وتقديرها حق تقدير.
الوقت يقطعنا ولا نبالي من القادم..!!

نحن شعب الجهل فيه يغلب العلم، والظلم فيه يغمر العدل.. فلمن صوتنا يذهب، ومن منا يقبل الشكوى..؟
لقد ارتوينا من الأقوال، لكن من الأفعال لم نرتوِ..!
لقد صرخت بلادي وصاح المنادي، وللأسف، وكما يقال قد أسمعت لو ناديت حيا، لكن لا حياة لمن تنادي..!!

لمن نشكو الفساد والتخلف ولمن نشكو حالنا اليوم.
كم أرجو وأحلم وأتمنى أن يتغير بنا الحال إلى الأحسن، ولكن حين أذكر أننا بحاجة إلى تغيير ذاتنا أولا، تتلاشى الأحلام وتصعب الأمنيات وتهب مهب الرياح، فلا جدوى من التغيير، وكبارنا لا حبر منها ولا تذكير، لا جدوى من التغيير، وشبابنا لا جهد منها ولا تفكير، إلا من رحم الله.
لكن للأسف تغلبت علينا عقول الجهل والتخلف حتى أصبح البعض منا يقلدها ويسير مسارها.

وسيظل الهم الأكبر أن نعتاد عليها، فحال شعبك اليوم لا يحسد والوضع من حوله بات خطيرا.
سأكتب عنك ما لاح من فكري، ومادمت لي تطري، فلا أراك بعد حرا ولا وضعك اليوم يسر.
فلا زلت يا وطني أسيرا ولا زال شعبك في الظلام يسير، من يواسيك يا وطني هل أنت الحزين..؟

لا زلت يا وطني أسيرا ولا شيء يبدي لك التحرير، جفة الدموع وجفة الأقلام قهرا..
فأنت أسير يا وطني وجرحك الدامي على بدني، سأكتب عنك ما فيني، وما فيك يحويني، فلست أراك مبتسما، ولا أسرك المرفوض يرضيني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى