الحرب اليمنية.. حرب بلا عنوان

> عياش علي محمد

> متى تطوي هذه الحرب أوزارها؟ ومتى تلف حبالها وترحل؟ لقد زجت بهم الحرب (الجنوبيين) في ظروف احتلالهم، وعندما هُزم الاحتلال في أيام معدودة وجد الجنوب نفسه وقد تورط في حروب أخرى خارج أرضه.
والجنوبيون شعب مسالم، لا يمثل تهديداً لأي أحد، وليس لديه جهاز هضمي واسع؛ كي يلتهم الغذاء العالمي، فقط استقلت قدراته القتالية كي تضعف هيكله الجسماني، في حروب إذا خرج منها منتصراً فإنه سيخرج منها ضعيفاً، فاقداً لقدراته السابقة، وعند ضعفه سوف تُملى عليه شروط وإملاءات، ليس بمقدوره أن يتحملها.

ودائماً ما يتعرض الجنوب للحروب، منذ أن وطأت أقدامه على هذه الدنيا، فالدولة الأوسانية، التي بنت حضارتها الزراعية والثقافية في كلٍ من عدن ولحج وأبين، تم الاعتداء عليها من قِبل القبائل السبئية، وحولت حضارتها إلى (رماد)، والشواهد على ذلك في المتحف الأرضي في منطقة (صبر) اللحجية.
وكل اعتداء على الجنوب سببه موقعها الجغرافي على خطوط الملاحة الدولية، حيث جعل هذا الموقع سكان لحج وعدن وأبين في ازدهار مستمر، ورفاهية غير مسبوقة في التاريخ.

والآن يتكرر التاريخ، فقد (محا) نظام صنعاء عام 1994م كل المؤسسات الإنتاجية والخدماتية والصناعية وحولها إلى رماد، ومجتمعها إلى فقراء، وهم من كانوا أسياد الأرض في ذلك الزمان.
والحروب تنوعت على الجنوب، وتعددت توجهاتها، فواجه الجنوب حرب الإيديولوجيا، وحرب التعصب الديني، وحرب الاحتلال، وحروب اجتماعية المتعلقة بالثأر، وحرب تصفية كوادرها الفنية والعلمية والمهنية.

لماذا كل تلك الحروب على الجنوب؟ هل يُفهم من ذلك أنها الحروب التي يقصد منها (الفيد) من الثروات الجنوبية، أو حرب متعلقة بموقعها الجغرافي الفريد، أم حرب يحل فيه شعب بلا أرض، لأرض بلا شعب؟
استنزاف الدم الجنوبي في معارك ليست جوهرية داخل العتبة الجنوبية، بل خارجها، وكأنها حرب بالنيابة عن حياض دول أخرى، لا تحترم الشخصية الجنوبية في بلادها وغربتها.

ليس كل هذا وحسب؛ بل الأخطر من ذلك هو أن يمتلك الأفراد للجيوش، وليس امتلاك الدولة للجيش، حيث قد تتحول تلك الجيوش إلى إقطاعيات عسكرية لقيت فساداً، ويصبح الجنوب مثل (فايمار) الألمانية التي دمرتها تلك الجيوش.
يجب وقف الحرب عند هذا الحد، ومواصلة المباحثات لإيجاد مخارج تنهي هذه الحرب، حيث إن إيقاف هذه الحرب ستمكن الجنوبيين للعودة إلى وطنهم الجنوبي مكللين بالنصر الذي حققوه حتى الآن، وستمكن وقف تلك الحرب من إطلاق العسكر، الذين سجنوا ظلماً لعدم توافقهم مع التعليقات العليا التي لا تسعدهم على الانتصار، وأخيراً سيمكّن الجنوبيين من رفع رؤوسهم عالياً أمام الذين لا يزالون يمارسون عليهم الإذلال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى