ويبقى الوطن

> فارس حسين السقلدي

>
فارس السقلدي
فارس السقلدي
تذكرني أغنية الفنان القدير لطفي بشناق وأغنيته الشهيرة والمعروفة (خذوا المناصب والمكاسب لكن خلو لي وطن) حال واقعنا العربي الأليم والمؤلم وما آلت إليه الأوضاع العربية وحكوماتها الواهية وأنظمتها المتساقطة واحدة تلو الأخرى بشكل عام وخصوصا على وجه التحديد بالذات الأوضاع والظروف الراهنة التي تمر بها اليمن وحكومة إفلاس الشرعية اليمنية، فما حوته تلك الأغنية الشهيرة بكلماتها البسيطة ومعانيها لها دلالات مشهودة، لا تعبر لأحداث الواقع وإنما لمن يعشق وطنه ويناضل لأجله.

ومما لاشك فيه أن الأغنية بكلماتها أوجدت تناسقا وتطابقا تاما لواقعنا اليمني الخاص وما نحن عليه اليوم حاليا بكافة أوجهه، ومما رافق ذلك كله تعددية المناصب الشكلية بغرض المكاسب المغنية والمربحة للمستفيدين والمتنفذين واستغلالهم للأزمة وبقائها من وجهة نظرهم كما هي، بل واستمراريتها وفقا لما يتناسب مع سياستهم ومصالحهم الخاصة، فجعلوا من الحرب فيدا ومغنما، ومنهم من تولى، ومنذ توليهم للمناصب الشكلية التي لا وجود لها على أرض الواقع ولا فائدة منها أساسا، فازدياد المناصب والحقائب الوزارية باتت متلازمة بتعدد الأحزاب والهيئات والتكتلات، جعلت البلاد في ديمومة الفساد وتحت خط الفقر والبطالة بسبب الاحتقان والمناكفات السياسية، كل ذلك أدى إلى تهميش حقوق وحرية الشعب بل وافتقاده إلى من يقوده.

فلو نظرنا حاليا لواقعنا إضافة إلى ما ذكر آنفا لوجدنا أنفسنا بأننا نعيش أمام كومة وحجر عثرة أمام كل تلك المسميات وإن اختلفت إلا أنها نفسها، ولوجدنا ازدحام في التعيينات وازدواجية في المناصب من المساعدين والوكلاء، كل تلك التعيينات لا يخدم الواقع واقع الشعب أو تحل مشاكله، وكل ما في الأمر تربع المناصب واعتلاء كراسي الحكم كل ذلك زادت من تعقيد المشكلة من سيئ إلى أسوأ، فيجد الشعب نفسه مرميا بين أحضان الوهم والركود واليأس والانكسار.

فمتى يعي الشعب بأن الوطن أغلى وأعظم وأكبر، وأن التاريخ يعيد نفسه ولا يرحم؟ حتما الشعوب يوما ما ستصحو لتعرف قيمة أوطانها وبأن الوطن للوطنيين، فلابد أن القدر يستجيب للشعب، فخذوا العبرة والاتعاظ يا أولي الألباب ويبقى الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى